مصر تعزز التعاون الصحي مع جيبوتي عبر قوافل طبية متخصصة

اختتمت وزارة الصحة والسكان المصرية بنجاح أعمال قافلتين طبيتين تم إرسالهما إلى جمهورية جيبوتي، ضمن جهود الدولة لدعم الشراكة الإقليمية في مجال الرعاية الصحية. يأتي هذا التحرك تنفيذًا لتوصيات الزيارة الرئاسية الأخيرة إلى جيبوتي، والتي شددت على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في المجال الطبي وتوسيع نطاق المبادرات الصحية العابرة للحدود.

دعم مباشر لمرضى الكلى في جيبوتي

شهدت القافلة الأولى، التي تخصصت في جراحات تركيب الوصلات الشريانية لمرضى الفشل الكلوي، إنجازات ملموسة خلال الفترة من 11 إلى 18 مايو 2025. وفقًا لما أعلنه الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، فقد أجرى الفريق الطبي المصري فحوصات لـ60 مريضًا وأجرى عمليات ناجحة لـ45 منهم باستخدام معدات وأدوية مصرية تم شحنها خصيصًا لهذا الغرض.

فحص السمع للأطفال والكبار ضمن مبادرة “100 مليون صحة”

استكمالًا للجهود، أطلقت القافلة الثانية حملة موسعة للكشف المبكر عن ضعف السمع من 18 إلى 25 مايو، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية. تم خلالها فحص 300 حالة، وتركيب 120 سماعة طبية، منها 24 لطفل، فيما أظهرت الفحوصات حاجة 89 مريضًا إضافيًا لسماعات سيتم توفيرها قريبًا بالتنسيق مع وزارة الصحة الجيبوتية.

مصر تعزز التعاون الصحي مع جيبوتي عبر قوافل طبية متخصصة
مصر تعزز التعاون الصحي مع جيبوتي عبر قوافل طبية متخصصة

التعاون الإقليمي في الصحة: أولوية استراتيجية لمصر

أوضح عبد الغفار أن هذه القوافل تأتي ضمن خطة الدولة لتعزيز الأمن الصحي الإقليمي، وتجسيدًا لتوجيهات القيادة السياسية بمد جسور التعاون مع الدول الإفريقية. وقد تم تنسيق هذه الجهود بين وزارة الصحة المصرية ووزارة الخارجية، وبالتعاون مع السفارة المصرية في جيبوتي والجهات المعنية هناك.

نقلة نوعية في العلاقات المصرية الجيبوتية

تشير نتائج هذه القوافل إلى التزام مصري جاد ببناء نظام صحي إقليمي قوي، يهدف إلى نقل الخبرات، وتقليل فجوة الوصول إلى الخدمات العلاجية المتقدمة في الدول الشريكة. كما تعكس المبادرة توجهًا عمليًا نحو الدبلوماسية الصحية، التي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاستقرار والتنمية.

ما القادم بعد هذه القوافل؟

  • استمرار تقديم الدعم الفني للجانب الجيبوتي.
  • توفير ما تبقى من السماعات الطبية للحالات المحتاجة.
  • تقييم شامل لنتائج القافلتين لتحسين الأداء مستقبلاً.
  • الإعداد لمبادرات جديدة مشتركة ضمن القطاع الصحي.

لماذا تعتبر هذه المبادرات محورية؟

تقدم القوافل الطبية نموذجًا فاعلًا في الوصول بالخدمات الصحية إلى المناطق ذات الاحتياج، وتسهم في تقوية العلاقات السياسية من خلال العمل الإنساني. كما أن هذه القوافل تؤكد على دور مصر الريادي في دعم الأشقاء الأفارقة، ليس فقط بالكلمات بل بالفعل الميداني.

من خلال هذه المبادرات الطبية، تواصل مصر أداء دورها كدولة داعمة للتنمية الصحية في إفريقيا، وتفتح أبوابًا جديدة لتعزيز الشراكة مع الدول الشقيقة. وتمثل نتائج القوافل في جيبوتي خطوة نحو مستقبل صحي أفضل قائم على التعاون والاستفادة المتبادلة من الخبرات.