مع اقتراب عيد الأضحى المبارك 2025، تشهد الأسواق الأردنية موجة غير مسبوقة من الارتفاعات في أسعار اللحوم، مما يضع المواطنين أمام تحديات شرائية كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. في هذا التقرير الشامل، نستعرض أسباب هذه الأزمة، جهود الحكومة للاحتواء، وتوقعات الخبراء لأسعار الأضاحي هذا الموسم.
صدمة الأسعار: لماذا ارتفعت اللحوم بهذا الشكل؟
تشير البيانات الأخيرة إلى أن أسعار اللحوم الحمراء في الأردن شهدت قفزة تتراوح بين 15% إلى 25% مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لتقارير رسمية :cite[2]. هذا الارتفاع لم يأت من فراغ، بل نتج عن تداخل عدة عوامل معقدة:
ارتفاع تكاليف الإنتاج بنسبة 30%، خاصةً الأعلاف والأدوية البيطرية :cite[1]
انخفاض الإنتاج المحلي من الأغنام والماعز إلى ما دون 600 ألف رأس، وهو رقم غير كافٍ لتغطية الطلب :cite[3]
تأثير التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية وانتشار أمراض مثل الحمى القلاعية :cite[1]:cite[5]
ارتفاع أسعار الشحن العالمي بنسبة 40%، مما أثر على اللحوم المستوردة :cite[5]
أسعار الأضاحي 2025: بين المحلي والمستورد
كشف رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت عن أحدث توقعات الأسعار لهذا الموسم :cite[2]:cite[5]:
نوع الأضحية
السعر (دينار أردني)
الخروف البلدي
220 – 260
الخروف الروماني
200 – 260
العجل المحلي
2000+
الجمل (القاعود)
1500+
وبحسب مصادر السوق، فإن سعر كيلو لحم الخروف البلدي يتراوح بين 10-11 دينارًا، بينما يصل سعر اللحم الروماني إلى 9 دنانير للكيلو :cite[5]. أسعار اللحوم في الأردن 2025.. تحديات وارتفاعات غير مسبوقة قبل عيد الأضحى
الحلول الحكومية: بين الاستيراد والدعم
واجهت الحكومة الأردنية هذه الأزمة بحزمة إجراءات طارئة :cite[1]:cite[3]:
فتح باب الاستيراد من سوريا ولبنان لتعزيز المعروض
منح تصاريح استيراد استثنائية للمؤسسات المدنية والعسكرية
تقديم قروض ميسرة للمربين المحليين بقيمة 5 ملايين دينار
توزيع 15 ألف أضحية مجانية على الأسر المحتاحة عبر الجمعيات الخيرية :cite[2]
نصائح للمواطنين: كيف توفر في موسم العيد؟
في ظل هذه الظروف الصعبة، يقدم خبراء الاقتصاد المنزلي عدة نصائح ذهبية:
الشراء المباشر من المزارع المحلية لتجنب هامش تجار التجزئة
الاستفادة من عروض الجمعيات التعاونية والمجمعات الاستهلاكية
التشارك في الأضحية بين عدة أسر لتقليل التكلفة
الشراء المبكر قبل ذروة الطلب في الأيام الأخيرة قبل العيد
رؤية مستقبلية: هل من أمل في استقرار الأسعار؟
يرى مراقبون أن أزمة اللحوم الحالية في الأردن هي جزء من تحديات هيكلية تحتاج لحلول طويلة الأمد :cite[1]:cite[3]. بينما تساعد الإجراءات الحكومية قصيرة المدى في تخفيف الأزمة، فإن تطوير القطاع المحلي عبر:
تحسين نظم التربية والإنتاج
خفض تكاليف الأعلاف
تنويع مصادر الاستيراد
يظل الحل الأمثل لضمان استقرار أسعار اللحوم في المواسم المقبلة. في الوقت الحالي، يتجه الأردنيون إلى موسم العيد بروح من التكافل الاجتماعي، حيث تنتشر مبادرات التشارك في الأضاحي ومساعدة الأسر محدودة الدخل :cite[2]. يبقى أن نشير إلى أن دائرة الإفتاء العام أكدت أن الأضحية سنة على القادر فقط، ولا حرج على غير المستطيع، مع جواز التقسيط بشرط عدم وجود فوائد ربوية :cite[2].