أسوان تودع البابا فرنسيس .. حفل تأبين يعكس قيم السلام

حضور رسمي وشعبي في حفل التأبين

ترأس الحفل المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، ممثلاً عن المحافظ، في حضور قيادات أمنية، جامعية، برلمانية، ودينية. كما شارك أبناء المدينة من مختلف الخلفيات، مما أبرز التنوع الثقافي والديني الذي تمتاز به أسوان. وجه لاشين التعازي الحارة للقمص أنطونيوس ذكرى، راعي الكنيسة الكاثوليكية، ولجميع أتباع الكنيسة.

إرث البابا فرنسيس: رمز للسلام والحوار

خلال كلمته، أشاد نائب المحافظ بالبابا فرنسيس، واصفًا إياه بـ”صوت العقل والضمير العالمي”. وأكد أن البابا كان رمزًا للدفاع عن المستضعفين، داعيًا إلى بناء جسور التفاهم بين الأديان والثقافات. وأضاف: “إرثه سيظل حيًا في قلوب الملايين الذين آمنوا برسالته في نشر السلام والعدالة”.

• دعم التسامح: دعا البابا إلى الحوار بين الأديان في أكثر من 50 زيارة دولية، بما في ذلك زيارته لمصر عام 2017 (الموقع الرسمي للفاتيكان).
• العدالة الاجتماعية: ركز على قضايا الفقر واللاجئين، حيث قدم دعمًا مباشرًا لأكثر من 10 ملايين لاجئ عبر برامج الفاتيكان.
• البيئة: أصدر وثيقة “Laudato Si'” عام 2015، داعيًا إلى حماية البيئة كجزء من المسؤولية الأخلاقية.

أسوان: مدينة التسامح والتعايش

اختيار أسوان لاستضافة هذا الحفل لم يكن عشوائيًا. تُعرف المدينة بتاريخها الغني في التعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات. وأشار لاشين إلى أن هذا الحدث يعزز مكانة أسوان كنموذج للوحدة الوطنية، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب في وئام.

تأثير البابا فرنسيس العالمي

وفقًا لتقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث عام 2023، كان البابا فرنسيس الشخصية الدينية الأكثر تأثيرًا في تعزيز الحوار بين الأديان على مستوى العالم. زياراته إلى دول مثل مصر والعراق والإمارات عززت من مكانته كزعيم روحي يسعى لتوحيد الشعوب. في مصر، ترك لقاؤه مع شيخ الأزهر انطباعًا قويًا، حيث وقّع الطرفان وثيقة “الأخوة الإنسانية” عام 2019.

كيف يمكننا الاحتفاء بإرث البابا فرنسيس؟

دعا الحضور إلى استلهام قيم البابا في الحياة اليومية. ومن بين الاقتراحات التي طرحت خلال الحفل:

• تعزيز مبادرات الحوار بين الأديان في المجتمعات المحلية.
• دعم المشروعات الخيرية التي تركز على مساعدة الفقراء والمحتاجين.
• المشاركة في حملات التوعية البيئية، مستلهمين وثيقة “Laudato Si'”.

 وداع رمز عالمي

اختتم حفل التأبين بكلمات مؤثرة أكدت على أهمية مواصلة رسالة البابا فرنسيس. أسوان، بهذا الحدث، لم تودع البابا فحسب، بل جددت التزامها بالقيم التي نادى بها: السلام، التسامح، والعدالة. سيبقى إرثه منارة تهدي الأجيال نحو عالم أكثر إنسانية.