أعلنت أمانة جدة رسميًا بدء تنفيذ إجراءات نزع الملكية والإخلاء في اثنين من أحياء المدينة ذات الكثافة السكانية العالية، وهما حي الفيصلية وحي الربوة، وذلك في إطار خطة تطوير عمراني تهدف إلى تحسين جودة الحياة، ورفع مستوى الأمان في المناطق التي تضم مباني متهالكة وآيلة للسقوط. وتأتي هذه الخطوة استنادًا إلى تقارير هندسية وميدانية أكدت أن العديد من المباني في الحيين المذكورين تعاني من أضرار هيكلية جسيمة، تشمل تصدعات وانهيارات جزئية، مما يشكل خطرًا داهمًا على قاطنيها، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار.
إشعارات بالإخلاء وتعويضات مالية للمواطنين
بدأت الأمانة بإرسال إشعارات الإخلاء الرسمية إلى ملاك العقارات المتأثرة، مطالبةً بضرورة إخلاء العقارات في فترة زمنية محددة. وطمأنت الجهات المعنية السكان المتضررين بأنهم سيحصلون على تعويضات مالية مجزية تُحتسب وفقًا لقيمة العقار في السوق ومساحته الفعلية، حفاظًا على حقوقهم ودعمًا لاستقرارهم الاجتماعي.
نتائج المسح الهندسي: أرقام صادمة تكشف حجم الخطر
263 مبنى متهالك في حي الفيصلية
88 مبنى متهالك في حي الربوة
وقد صنفت الفرق الفنية هذه المباني كغير صالحة للسكن، مشيرة إلى أن أي تأخير في إخلائها قد يؤدي إلى كوارث إنشائية تهدد الأرواح والممتلكات. أمانة جدة تبدأ تنفيذ خطة نزع الملكية في الفيصلية والربوة ضمن مشروع تطوير شامل
مراحل التطوير القادمة تشمل أحياء إضافية
لن تقتصر المرحلة الحالية على الفيصلية والربوة، بل تشمل لاحقًا أحياء أخرى، من بينها النزهة، ومدائن الفهد، والسلامة، حيث تسعى الأمانة إلى تنفيذ خطة شاملة لإزالة ما يقرب من 22 حيًا عشوائيًا قبل شهر رمضان 2025، وذلك ضمن مشروع إعادة هيكلة المدينة بالكامل.
خدمة إلكترونية لمعرفة حالة العقار
أطلقت الأمانة خدمة رقمية مخصصة تتيح للمواطنين الاستعلام بسهولة عن وضع عقاراتهم، من خلال زيارة الموقع الرسمي لأمانة جدة، واختيار خدمة “الاستعلام عن إزالة العشوائيات”، وإدخال بيانات العقار لمعرفة ما إذا كان مشمولًا بقرار الإزالة. كما شجعت الأمانة المواطنين على الإبلاغ عن أي مبنى آيل للسقوط لم يُدرج ضمن الخطة، عبر قنوات التواصل الرسمية، تعزيزًا للسلامة العامة.
مشروع وسط جدة: قلب نابض بالتطوير ضمن رؤية 2030
يُعد مشروع وسط جدة أحد أبرز المبادرات العمرانية الكبرى التي تنفذها المملكة، ويهدف إلى تحويل المدينة إلى مركز حضري متكامل، عبر إزالة العشوائيات، وتوفير وحدات سكنية حديثة، وإنشاء بنية تحتية متقدمة تعكس طموحات رؤية السعودية 2030.
استثمارات ضخمة لتعزيز جودة الحياة
بلغت الاستثمارات المرصودة لتطوير وسط جدة نحو 75 مليار ريال سعودي، وفقًا لما أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويعكس هذا الاستثمار الضخم التزام المملكة بتوفير بيئة حضرية مستدامة وآمنة، وتعزيز مكانة جدة كوجهة سكنية وسياحية واستثمارية من الطراز العالمي. وفي الختام، تدعو الجهات الرسمية سكان جدة إلى التعاون الكامل مع فرق الإزالة والتطوير، مؤكدة أن جميع الإجراءات تتم بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على حقوق الأفراد، ويؤسس لمستقبل حضري واعد.
