إسبانيا تطالب باستبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية بسبب حرب غزة

في موقف يعكس تصاعد الغضب الدولي تجاه التصعيد في غزة، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إلى استبعاد إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الثقافية الدولية، وعلى رأسها مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”. جاءت هذه الدعوة خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة مدريد يوم الإثنين، حيث طالب سانتشيث بضرورة الالتزام بمعايير موحّدة في التعامل مع النزاعات الدولية.

دعوة لعدم ازدواجية المعايير

أوضح سانتشيث أن المجتمع الدولي لا يجب أن يتعامل بازدواجية في المعايير عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، مشيرًا إلى استبعاد روسيا سابقًا من فعاليات ثقافية بسبب غزوها لأوكرانيا. وأضاف: “عندما استُبعدت روسيا من يوروفيجن عام 2022، لم يتفاجأ أحد. واليوم، في ظل ما تشهده غزة، لماذا لا نُطبق المعيار ذاته على إسرائيل؟”

إسبانيا تطالب باستبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية بسبب حرب غزة(2)
إسبانيا تطالب باستبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية بسبب حرب غزة(2)

اليوروفيجن بين الحياد الفني والجدل السياسي

ورغم تمسك منظمي “يوروفيجن” بحيادية المسابقة السياسية، إلا أن الدورة الأخيرة التي أقيمت في بازل السويسرية هذا الشهر، أثارت جدلاً واسعًا. فقد شهدت المسابقة فوز المغني النمساوي “جي جي”، بينما حصلت الإسرائيلية يوفال رافائيل على أعلى نسبة تصويت عن بُعد، ما أثار اعتراضات في الأوساط الحقوقية.

وأطلقت منظمات مؤيدة للقضية الفلسطينية دعوات إلى اتحاد البث الأوروبي لمطالبة إسرائيل بالانسحاب من المشاركة في الفعاليات الفنية الدولية، معتبرة أن استمرار وجودها يشكّل تطبيعًا مع دولة متهمة بارتكاب جرائم حرب، بحسب تصريحاتهم.

ضحايا الحرب في غزة يحرّكون المواقف الدولية

تأتي دعوة سانتشيث على خلفية تصاعد أعداد الضحايا المدنيين في غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن أكثر من 53 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي. وتسببت الهجمات الإسرائيلية في دمار واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمرافق الثقافية.

ردود الفعل المحتملة على الصعيد الأوروبي

من المتوقع أن تثير دعوة إسبانيا نقاشًا حادًا داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، خاصة وأنها تتزامن مع تصاعد الأصوات المطالبة بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل وفرض عقوبات اقتصادية عليها. وعلى الرغم من أن القرار النهائي بشأن مشاركة إسرائيل في “يوروفيجن” يعود إلى اتحاد البث الأوروبي، إلا أن موقف مدريد قد يشكل ضغطًا متزايدًا على هذا الكيان لاتخاذ خطوة حاسمة.

سياق ثقافي أم سياسي؟

يثير هذا الجدل تساؤلات جوهرية حول العلاقة بين الفن والسياسة، ومدى مسؤولية المنصات الثقافية العالمية في التعاطي مع الأزمات الإنسانية. فبينما يُنظر إلى المسابقات الفنية على أنها مجال للتقارب بين الشعوب، إلا أن تجاهل القضايا الحقوقية قد يُفقد هذه الفعاليات مصداقيتها الأخلاقية أمام الرأي العام.

دعوة إسبانيا لاستبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية تسلط الضوء على التوتر بين المبادئ الإنسانية والمصالح السياسية في الفضاء الثقافي العالمي. ومع تزايد أعداد الضحايا في غزة، يبدو أن المطالبة بالمحاسبة لا تقتصر فقط على الساحة السياسية، بل تمتد لتشمل أيضًا المؤسسات الفنية والثقافية التي تؤثر في الرأي العام.