إصلاح منظومة الرعاية الصحية في مصر .. نموذج للتكامل بين التحول الرقمي والدعم السياسي

في خطوة تعكس التزام الدولة المصرية بتعزيز جودة الحياة الصحية، شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، في جلسة رفيعة المستوى بجنيف ضمن أعمال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية، حيث عرض التجربة المصرية الرائدة في تعزيز الرعاية الصحية الأولية وتطبيق التحول الرقمي كأداة لتحقيق تغطية صحية شاملة.

نموذج مصري متكامل في الرعاية الصحية الأولية

استعرض الدكتور السبكي في الجلسة التجربة المصرية في تطبيق نموذج طب الأسرة والسجلات الصحية الإلكترونية، مؤكدًا أن هذه العناصر تشكل العمود الفقري لأي نظام صحي فعال. وأشار إلى أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المسار، حيث أطلقت مبادرات لتفعيل منصات التطبيب عن بعد، وتوفير خدمات صحية تعتمد على التكنولوجيا وتراعي خصوصية المريض.

التحول الرقمي كأداة لتحقيق الاستدامة الصحية

أكد رئيس الهيئة أن التحول الرقمي ليس رفاهية، بل ضرورة لتعزيز الاستدامة في النظم الصحية، مشددًا على أن رقمنة الخدمات الصحية يساهم في رفع كفاءة الأداء، وضمان العدالة في التوزيع، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية. وتتبنى الهيئة العامة للرعاية الصحية نهجًا شاملًا يرتكز على البيانات والتحليلات التنبؤية لتوجيه السياسات الصحية بفعالية.

دعم سياسي غير مسبوق لمسيرة الإصلاح

لفت الدكتور السبكي إلى أن الإنجازات المحققة لم تكن لتتحقق دون دعم القيادة السياسية، حيث وفر الرئيس عبد الفتاح السيسي مظلة سياسية داعمة للمنظومة الصحية، ومهد الطريق نحو التحول إلى نظام صحي أكثر شمولًا وكفاءة.

شراكات دولية لتوسيع التأثير الإقليمي

على هامش الاجتماع، عقد الدكتور السبكي لقاءات ثنائية أبرزها مع وزيرة الدولة للصحة العامة في كينيا، حيث تم بحث سبل التعاون ونقل التجربة المصرية في مجالات الرعاية الصحية الأولية والتأمين الصحي والتحول الرقمي، بما يضمن تبادل المعرفة ورفع كفاءة الكوادر الصحية.

كما ناقش خلال لقائه مع السيد باباتوندي أوميليولا من البنك الإفريقي للتنمية، سبل دعم المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، بما يسهم في تسريع التغطية وتعزيز استدامة التمويل.

تحول مصر إلى مركز إقليمي للخبرات الصحية

أوضح السبكي أن الرؤية الاستراتيجية تهدف إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا للتدريب ونقل الخبرات الصحية، استنادًا إلى بنية تحتية قوية، وتجربة إصلاح مؤسسي ناجحة، واستثمار في العنصر البشري والتقنيات الحديثة.

توصيات وختام

• ضرورة توسيع رقعة التحول الرقمي داخل كافة المؤسسات الصحية.
• تشجيع الشراكات الإقليمية والدولية لتبادل الخبرات وبناء القدرات.
• استمرار الدعم السياسي كضمانة أساسية لتحقيق إصلاح صحي فعّال ومستدام.

تجربة مصر في إصلاح القطاع الصحي تقدم نموذجًا يحتذى به في أفريقيا والمنطقة، بفضل تكامل الرؤية السياسية مع أدوات التكنولوجيا والشراكة المجتمعية.