في خطوة تاريخية تعكس عمق العلاقات بين البلدين، أعلنت المملكة العربية السعودية عن حزمة تسهيلات غير مسبوقة للجالية اليمنية، أبرزها إعفاء المواطنين اليمنيين من رسوم تجديد الإقامة وتبسيط إجراءات التأشيرات عبر تقنية QR code. يأتي هذا القرار في إطار سياسة المملكة لتعزيز أواصر التعاون مع الدول الشقيقة وتسهيل معيشة المقيمين على أراضيها.
تفاصيل القرار السعودي التاريخي
أصدرت السفارة اليمنية في الرياض بياناً رسمياً أكدت فيه موافقة الحكومة السعودية على إلغاء نظام اللواصق الورقية لتأشيرات اليمنيين بمختلف أنواعها (عمل، زيارة، إقامة) بدءاً من 26 ديسمبر 2023. وبدلاً من ذلك، سيتم الاعتماد على تأشيرات إلكترونية يتم التحقق منها عبر رمز الاستجابة السريعة (QR code) مطبوع على ورقة مقاس A4 تحتوي على كافة بيانات التأشيرة :cite[2]. يشمل القرار الجديد عدة محاور رئيسية:
إعفاء كامل من رسوم تجديد الإقامة لليمنيين المقيمين في السعودية
إلغاء شرط وضع الملصق الورقي في جوازات السفر اليمنية
السماح لشركات الطيران بنقل المسافرين اليمنيين دون وجود الملصق التقليدي
تفعيل نظام التأشيرة الإلكترونية عبر QR code لجميع أنواع التأشيرات
إعفاء اليمنيين من رسوم تجديد الإقامة في السعودية.. تفاصيل القرار التاريخي وتأثيره على الجالية اليمنية
الأثر المباشر على الجالية اليمنية
يبلغ عدد المغتربين اليمنيين في السعودية حوالي 1.8 مليون يمني حسب آخر الإحصاءات الرسمية :cite[4]:cite[6]، وكانوا يشكلون أحد أكبر الجاليات العربية في المملكة قبل أن ينخفض عددهم بنسبة 40% خلال السنوات الأخيرة بسبب الظروف السياسية والأمنية :cite[4]. سيغير هذا القرار حياة مئات الآلاف من الأسر اليمنية المقيمة في السعودية، حيث كان المغتربون اليمنيون يعانون سابقاً من:
التكاليف الباهظة لعمليات تجديد الإقامة
التعقيدات البيروقراطية في إجراءات التأشيرات
فترات انتظار طويلة للحصول على الموافقات
صعوبات في التنقل بسبب نظام الملصقات الورقية
السياق التاريخي وتطور أعداد المغتربين اليمنيين
تشير البيانات إلى تراجع أعداد المغتربين اليمنيين العائدين من السعودية بنسبة 15% خلال عام 2023 مقارنة بالعام السابق، حيث عاد 55,402 يمني فقط مقابل 65,737 في 2022 :cite[3]. وكان شهر مايو 2023 قد شهد أعلى معدل لعودة المغتربين بـ5,466 شخصاً، بينما كان يونيو الأقل بـ2,322 شخصاً بسبب انشغال السلطات السعودية بموسم الحج :cite[1]:cite[5]. هذا الانخفاض في أعداد العائدين يأتي متوافقاً مع سياسة السعودية الأخيرة لتنظيم أوضاع المقيمين وتقليص أعداد المخالفين لأنظمة الإقامة، حيث انخفض عدد اليمنيين في السعودية من 3 ملايين إلى 1.8 مليون خلال السنوات الأخيرة :cite[4].
كيفية الاستفادة من التسهيلات الجديدة
حددت السفارة اليمنية في الرياض إجراءات واضحة للاستفادة من هذه التسهيلات :cite[2]:
زيارة الموقع الرسمي للسفارة اليمنية في الرياض أو مقرها
تقديم المستندات المطلوبة (جواز سفر ساري، إقامة سابقة، شهالة خلو من السوابق)
الحصول على رمز QR الخاص بالتأشيرة
طباعة وثيقة التأشيرة بحجم A4 والاحتفاظ بها أثناء السفر
جدير بالذكر أن رسوم التأشيرة الأساسية لليمنيين تبلغ 39.44 ريال سعودي (حوالي 10.50 دولار) دون حساب رسوم التأمين الطبي التي تختلف حسب مقدم الخدمة :cite[2].
تأثير القرار على العلاقات الثنائية
يمثل هذا القرار نقلة نوعية في سياسة السعودية تجاه الجالية اليمنية، ويعكس حرص القيادة السعودية على:
تعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين السعودي واليمني
تخفيف الأعباء المالية عن كاهل المغتربين اليمنيين
مواكبة التطورات التقنية في أنظمة التأشيرات العالمية
تحسين بيئة الأعمال وجذب الكفاءات اليمنية
يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية اليمنية تطوراً ملحوظاً على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يعزز آفاق التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.
الخاتمة
تشكل التسهيلات الجديدة التي أعلنتها السعودية لليمنيين علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وستسهم دون شك في تحسين ظروف المعيشة لملايين اليمنيين المقيمين في المملكة. كما تعكس هذه الخطوة التزام السعودية بسياسة الانفتاح وتبسيط الإجراءات بما يتوافق مع رؤية 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة مركزاً جاذباً للاستثمار والعمالة الماهرة. مع تطبيق هذا النظام الجديد، يتوقع المراقبون تحسناً كبيراً في حركة التنقل بين البلدين، ونمواً في حجم التحويلات المالية من المغتربين اليمنيين، مما سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد اليمني الذي يعتمد بشكل كبير على تحويلات المغتربين.
