إنجاز طبي غير مسبوق في السويس .. أول تدخل ناجح لعلاج الجلطة الدماغية بالقسطرة ضمن التأمين الصحي الشامل
شهدت محافظة السويس إنجازًا طبيًا يُعد الأول من نوعه، حيث تم تنفيذ تدخل دقيق لعلاج جلطة دماغية حادة باستخدام القسطرة المخية داخل مجمع السويس الطبي التابع لمنظومة التأمين الصحي الشامل، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين بالمجان أو بمساهمات رمزية.
ماذا حدث؟
استقبل قسم الطوارئ بمجمع السويس الطبي حالة طارئة لسيدة تبلغ من العمر 60 عامًا ظهرت عليها أعراض جلطة دماغية حادة خلال ساعتين من بدايتها، تمثلت في ضعف بالجانب الأيمن من الجسم وصعوبة في النطق. الفريق الطبي المختص تدخل بسرعة مذهلة، حيث تم إجراء الأشعة اللازمة (مقطعية ورنين مغناطيسي)، ليُتخذ القرار بإجراء تدخل عاجل بالقسطرة المخية باستخدام تقنية شفط الجلطة.
هذه التقنية تُعد من أكثر الإجراءات تطورًا في علاج الجلطات الدماغية، وقد أسهمت بشكل مباشر في تحسين حركة المريضة ونطقها بعد دقائق من التدخل. تم نقل المريضة إلى وحدة السكتة الدماغية لاستكمال العلاج والرعاية المكثفة.
كم كان سيكلف هذا العلاج خارج التأمين الصحي؟
بحسب ما صرح به الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، فإن تكلفة هذا النوع من التدخل خارج منظومة التأمين الصحي الشامل تتجاوز 250 ألف جنيه مصري. لكن، بفضل شمول الحالة في المنظومة، لم تتحمل المريضة سوى 450 جنيهًا فقط كنسبة مساهمة رمزية.
أهمية هذا الإنجاز في الرعاية الصحية
هذا التدخل يعكس حجم التطور في البنية التحتية الصحية ضمن مشروع التأمين الصحي الشامل، ويؤكد أن الخدمات الطبية المتخصصة والدقيقة أصبحت متاحة للمواطنين بجودة تضاهي المستشفيات الكبرى الخاصة، ولكن بتكلفة شبه مجانية.
- تقنيات حديثة لإنقاذ الأرواح.
- استجابة طبية سريعة خلال “النافذة الذهبية”.
- رعاية متكاملة بعد التدخل الطبي.
- نسبة شفاء وتحسن فورية وملموسة.
إحصائيات تعكس التقدم
أعلن رئيس الهيئة أن مجمع السويس الطبي أجرى أكثر من 10 آلاف عملية جراحية منذ انضمامه لمنظومة التأمين الصحي الشامل، ويستمر في تقديم خدمات تخصصية مثل قسطرة القلب، علاج الأورام، والسكتات الدماغية، بدعم من أحدث الأجهزة الطبية وأطقم طبية مدربة على أعلى مستوى.
ما الذي يمكن توقعه مستقبلًا؟
تواصل الهيئة العامة للرعاية الصحية التوسع في الخدمات الطبية الدقيقة، وتستهدف تغطية كافة المحافظات تدريجيًا بهذه التقنيات المتطورة. كما تسعى إلى تطوير الكوادر الطبية من خلال برامج تدريب مستمرة، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي في مجال التدخلات الدقيقة لعلاج أمراض المخ والأعصاب.
ووفقًا لتقارير الهيئة الرسمية، فإن منظومة التأمين الصحي الشامل لم تعد تقتصر فقط على الرعاية الأولية، بل أصبحت تقدم حلولًا متكاملة لأخطر الحالات الحرجة، في وقت قياسي وبجودة فائقة.
رسالة للمواطنين
إذا كنت من المشتركين في منظومة التأمين الصحي الشامل، فإن هذه الحالة هي مثال حي على ما يمكنك الاستفادة منه من خدمات طبية متطورة دون أن يشكل ذلك عبئًا ماديًا كبيرًا. أما إذا لم تكن مشتركًا بعد، فقد حان الوقت للنظر بجدية في الانضمام لهذه المنظومة التي تُعد استثمارًا حقيقيًا في صحتك وصحة أسرتك.