استثمارات ضخمة لتوصيل الكهرباء في مشروع “مستقبل مصر” .. السيسي يكشف التحديات والحلول

خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع “مستقبل مصر” للإنتاج الزراعي، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الضوء على واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المشروع الوطني العملاق، وهي توصيل الكهرباء إلى 2.2 مليون فدان، تتوزع معظمها خارج نطاق الشبكة القومية للكهرباء.

ما هو مشروع مستقبل مصر؟

يُعد مشروع “مستقبل مصر” أحد المشروعات الاستراتيجية الكبرى التي أطلقتها الدولة المصرية لتعزيز الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. يمتد المشروع على مساحة 500 ألف فدان في المرحلة الحالية، ويقع بمحور الضبعة، في الاتجاه الشمالي الغربي من البلاد.

التحدي: الكهرباء والبنية التحتية

أوضح الرئيس السيسي أن توصيل الكهرباء إلى الأراضي الزراعية الجديدة يمثل تحديًا حقيقيًا، نظرًا لامتدادها خارج تغطية الشبكة القومية. ولفت إلى أن تنفيذ هذه المهمة يتطلب استثمارات ضخمة لتوفير مصادر الطاقة اللازمة لريّ الأراضي وتشغيل المعدات الزراعية الحديثة.

حلول الدولة لمواجهة التحديات

• التوسع في البنية التحتية للطاقة، مع التركيز على استغلال مصادر الطاقة المتجددة.
• إعداد البنية الأساسية المركزية من خلال الدولة، ثم إتاحة الاستثمار للقطاع الخاص بنظام الإيجار أو التملك.
• دعوة الحكومة لجميع أطراف المجتمع للتعاون في تنفيذ المشروع، بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني.

أهداف المشروع في المرحلة المقبلة

أكد الرئيس السيسي أن الدولة تخطط لإدخال 800 ألف فدان إضافية إلى دائرة الزراعة بحلول سبتمبر المقبل. كما أشار إلى أن الحكومة تعمل بمنهجية مؤسسية لتجاوز العقبات وتوفير الإمكانيات اللوجستية والتقنية اللازمة لاستكمال المشروع.

الهدف النهائي: الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي

يتماشى مشروع “مستقبل مصر” مع رؤية الدولة لتحقيق الأمن الغذائي، من خلال تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير منتجات زراعية عالية الجودة بأسعار مناسبة للمواطنين. كما يسهم المشروع في سد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، مع توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

الاحتياطي الاستراتيجي للسلع

في سياق متصل، أكد وزير التموين أن الاحتياطي الاستراتيجي للسلع الأساسية يكفي لأكثر من ستة أشهر، مما يعزز استقرار السوق المحلية ويؤمن احتياجات المواطنين.

رسالة السيسي: الدولة تبني.. والجميع مدعو للمشاركة

اختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على أن الدولة تبذل جهودًا جبارة لتجهيز البنية الأساسية، لكنها لا تستطيع وحدها النهوض بكافة المشاريع. ومن هنا تأتي دعوته لجميع الفئات للمشاركة في البناء، في إطار الشفافية والتكامل بين القطاعين العام والخاص.

توصيل الكهرباء إلى مشروع بحجم “مستقبل مصر” ليس مجرد إنجاز تقني، بل خطوة حاسمة نحو تحقيق حلم الزراعة المستدامة والاكتفاء الذاتي. وبالرغم من التحديات، فإن الإرادة السياسية والرؤية الاستراتيجية تمهد الطريق لمستقبل واعد للزراعة المصرية.