افتتاح المرحلة الأولى من مدينة “مستقبل مصر الصناعية”.. خطوة استراتيجية نحو النهضة الإنتاجية
شهدت مصر اليوم حدثًا اقتصاديًا وتنمويًا بارزًا بافتتاح المرحلة الأولى من مدينة “مستقبل مصر الصناعية” بمحور الشيخ زايد، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بالتوازي مع تدشين موسم الحصاد في عدة مناطق زراعية، في إطار خطة طموحة لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز القدرات التصنيعية المرتبطة بالقطاع الزراعي.
ما أهمية مدينة مستقبل مصر الصناعية؟
تأتي مدينة مستقبل مصر الصناعية ضمن مشروع وطني شامل يهدف إلى خلق منظومة صناعية متكاملة قائمة على دعم الإنتاج الزراعي من خلال:
- تصنيع الأغذية والأعلاف والمجففات الزراعية.
- إنشاء صوامع ومجمعات تبريد للحفاظ على المحاصيل وتقليل الفاقد.
- تحفيز الاستثمار الصناعي المرتبط بالزراعة، مثل البتروكيماويات والميكنة الزراعية.
هذه الخطوة تمثل نموذجًا لتكامل البنية التحتية الزراعية والصناعية بما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوسيع قدرات التصدير.
خطط توسعية لزيادة الرقعة الزراعية في مصر
أكد العقيد د. بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، أن هناك خطة طموحة لاستصلاح 4.5 مليون فدان، منها 800 ألف فدان مقرر إضافتها حتى سبتمبر 2025، مما سيرفع إجمالي الأراضي القابلة للزراعة إلى 13.5 مليون فدان بحلول عام 2027.
هذا التوسع يهدف إلى:
- تحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الواردات البالغة نحو 20 مليار دولار سنويًا.
- زيادة الصادرات الزراعية وتحقيق فائض إنتاجي.
- خلق فرص عمل جديدة وتوسيع النشاط الاقتصادي في المناطق الريفية.
محاور رئيسية للتنمية الصناعية والزراعية
أبرز محاور العمل التي يتبناها جهاز مستقبل مصر تشمل:
- النقل وتوزيع الكهرباء لدعم البنية التحتية للمناطق الصناعية والزراعية.
- مشروعات الطاقة المتجددة للتحول إلى بيئة إنتاج نظيفة ومستدامة.
- خطط التحول الرقمي لدعم الحوكمة وتيسير الإجراءات.
- أنشطة الثروة الحيوانية والدواجن والاستزراع السمكي.
- استغلال الموارد المعدنية والمحجرية كأحد مصادر الدخل الوطني.
المشاركة المجتمعية من خلال البورصة
في خطوة لزيادة الشفافية وتعزيز المشاركة المجتمعية، أعلن الجهاز عن خطة لطرح 30% من أسهم شركاته التابعة في البورصة، مما يتيح فرصًا للمواطنين والمستثمرين لدعم المشروع والاستفادة من عوائده.
مراسم الاحتفال والافتتاحات التكميلية
خلال الاحتفالية، تم عرض فيلم وثائقي بعنوان “مستقبل مصر القدرة والتنمية”، تضمن استعراضًا شاملاً لمحاور المشروع. كما تحدث كل من:
- وزير التموين د. شريف فاروق: حول المخزون الاستراتيجي للسلع، وتوسيع المنافذ وأسواق اليوم الواحد.
- اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد: عن مشروعات البنية التحتية ومبادرة حياة كريمة، وجهود دعم زراعة التمور.
كما تم افتتاح المجمع الحكومي الذكي في الوادي الجديد، وتفقد منشآت الصوامع والمجففات ومصانع الأعلاف، إضافة إلى جولة جوية لمتابعة المدينة من الأعلى.
دلالات اقتصادية واستراتيجية
يمثل هذا المشروع علامة فارقة في جهود الدولة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للإنتاج الزراعي والصناعي. ويعكس التزام القيادة السياسية بإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد المصري من خلال:
- دمج الابتكار والتكنولوجيا في الزراعة والصناعة.
- تعزيز البنية التحتية الإنتاجية والخدمية.
- تمكين القطاع الخاص من المشاركة في مشروعات قومية استراتيجية.
تؤكد هذه الخطوة أن التنمية المستدامة في مصر لم تعد خيارًا، بل مسارًا واضحًا تدعمه الرؤية السياسية والاستثمارات المجتمعية والجهود التكاملية بين مختلف مؤسسات الدولة، وهو ما يمهد الطريق لمستقبل إنتاجي واعد يليق بمكانة مصر الإقليمية والدولية.