في كشف اقتصادي يعد الأبرز هذا العام، أعلن معالي وزير المالية السعودي محمد الجدعان عن توقعات بارتفاع عجز الموازنة لعام 2025 بشكل يفوق التقديرات السابقة، وذلك خلال حديث خاص لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
الإنفاق الاستراتيجي: محرك النمو وراء زيادة العجز
أوضح الجدعان أن هذا التعديل في التوقعات يأتي نتيجة لتسريع وتيرة الإنفاق على المشاريع العملاقة التي تقودها المملكة ضمن رؤية 2030، حيث يتم ضخ استثمارات غير مسبوقة في:
مدينة نيوم الذكية ومشروع “ذا لاين” المستقبلي
تطوير قطاع البنية التحتية للنقل والطاقة
مشاريع السياحة الفاخرة مثل “البحر الأحمر”
التحول الرقمي الشامل في القطاع الحكومي
ضمانات الاستدامة المالية في ظل العجز المتوقع
أكد وزير المالية أن المملكة تمتلك أدوات قوية لإدارة هذا العجز بشكل آمن، مشيراً إلى:
نسبة الدين إلى الناتج المحلي
أقل من 30% (منخفضة مقارنة عالمياً)
الاحتياطيات المالية
أكثر من 450 مليار دولار
التصنيف الائتماني
A+ من وكالات التصنيف العالمية
الجدعان يعلن تفاصيل غير متوقعة حول عجز الموازنة السعودية 2025 وارتباطها بمشاريع الرؤية الطموحة
مزيج الإيرادات: تحول تاريخي بعيداً عن النفط
كشف الجدعان عن معطيات جديدة حول تنويع مصادر الدخل، حيث:
حققت الإيرادات غير النفطية نمواً بنسبة 11% خلال الربع الأخير
تساهم الضرائب والرسوم الآن بأكثر من 35% من إجمالي الإيرادات
يتم تعزيز نظام تحصيل الزكاة إلكترونياً
ردود فعل الخبراء والمحللين الاقتصاديين
علق الخبير الاقتصادي الدكتور خالد السعدون: “ما أعلنه الجدعان يعكس سياسة مالية ذكية تقوم على الاستثمار في المستقبل بدلاً من التقشف المؤقت. مشاريع الرؤية ستعوض هذا العجز بأضعاف عند اكتمالها”. بينما رأت المحللة المالية إيمان القحطاني أن “هذا الإعلان يبعث برسالة طمأنة للمستثمرين بأن المملكة توازن بين الطموح التنموي والاستقرار المالي”.
تأثيرات العجز على المواطن السعودي
نفى الوزير أي تأثير سلبي على:
أسعار السلع الأساسية
الخدمات الحكومية
برامج الدعم الاجتماعي
فرص التوظيف في القطاعين العام والخاص
وأكد أن الحكومة ستواصل سياساتها الداعمة للقطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
السياسة النفطية وتأثيرها على الموازنة
أشار الجدعان إلى أن المملكة تتعامل بحكمة مع:
تقلبات أسعار النفط العالمية
قرارات أوبك+ بخفض الإنتاج
التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة
مع تأكيده أن الاعتماد على النفط في الموازنة انخفض إلى أقل من 60% لأول مرة في التاريخ.
الخاتمة: اقتصاد واعد رغم التحديات
يظهر هذا الإعلان جرأة السياسة المالية السعودية في مواكبة طموحات الرؤية، مع الحفاظ على أسس اقتصادية قوية تضع المملكة في مصاف الدول الأكثر مرونة في التعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية.