الجيش السوداني يعلن السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم ويبدأ إعادة تأهيل القصر الجمهوري

في تطور ميداني مهم يعكس استعادة زمام المبادرة، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مواقع حيوية في العاصمة الخرطوم، مؤكدًا استمرار العمليات العسكرية الهادفة إلى تطهير المناطق المتبقية من عناصر التمرد وضمان أمن واستقرار البلاد. وأشار المتحدث باسم القوات المسلحة إلى أن وحدات الجيش تنفذ عمليات نوعية مدروسة تستهدف جيوب المقاومة المسلحة وتعمل على تأمين المنشآت السيادية والحيوية في العاصمة.

جهود متواصلة لاستعادة الأمن في العاصمة

أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة أن الجيش لن يتوقف حتى استكمال مهمته في حماية وحدة البلاد واستعادة النظام العام. هذه الخطوة تأتي بعد شهور من التوترات المسلحة التي أثرت بشكل مباشر على الوضع الأمني والخدمات في العاصمة، وسط جهود مستمرة من الجهات الأمنية والمدنية لتثبيت الاستقرار.

ترميم القصر الجمهوري.. رمزية وطنية في قلب المعركة

بالتوازي مع الجهود العسكرية، أعلن الأمين العام لمجلس السيادة الانتقالي، محمد الغالي علي يوسف، عن انتهاء المرحلة الأولى من خطة ترميم وتأهيل القصر الجمهوري. وأوضح أن فرق العمل تمكنت من إنجاز أكثر من 90% من أعمال التنظيف والتأمين داخل المجمع الرئاسي، مشيرًا إلى أن أعمال الحصر والتوثيق للأضرار شارفت على الانتهاء.

ويُعد القصر الجمهوري من أبرز المعالم التاريخية والسيادية في السودان، وقد تعرض لأضرار جسيمة نتيجة المواجهات التي دارت خلال الأشهر الماضية، حيث طالت أعمال التخريب المتعمدة المبنى القديم، بما في ذلك الجناح الذي يضم المتحف والمكتبة الوطنية.

تفاصيل الأضرار وخطة إعادة الإعمار

  • رصد دمار كبير في البنية التحتية والمرافق التراثية داخل القصر.
  • تلف في الحدائق والمناطق الخضراء نتيجة القصف والتخريب.
  • خسائر في الوثائق التاريخية والمقتنيات الوطنية.

وأكد رئيس لجنة الحصر أن العمل بدأ مباشرة بعد تكليف اللجنة المختصة، حيث تم توثيق الأضرار بالصوت والصورة، وتحديد أولويات الترميم، على أن تبدأ المرحلة الثانية بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، والتي تشمل إصلاحات هيكلية متقدمة وإعادة تأهيل المرافق الثقافية.

أبعاد رمزية وسياسية لعملية الترميم

يرى مراقبون أن ترميم القصر الجمهوري يمثل رسالة رمزية قوية تؤكد تمسك الدولة السودانية بمؤسساتها الوطنية وحرصها على الحفاظ على الإرث التاريخي رغم التحديات. وتؤكد الحكومة أن المشروع يُنفذ ضمن خطة شاملة لإعادة بناء العاصمة وتعزيز ثقة المواطنين بالدولة.

الجيش السوداني يعلن السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم ويبدأ إعادة تأهيل القصر الجمهوري
الجيش السوداني يعلن السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم ويبدأ إعادة تأهيل القصر الجمهوري

التدابير الأمنية لحماية القصر والمنشآت الحساسة

أشار الأمين العام لمجلس السيادة إلى أن الجهات المختصة تعمل على تأمين محيط القصر من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية، ومنع تكرار أي عمليات تخريب أو استهداف في المستقبل. وتأتي هذه الإجراءات بالتنسيق بين القوات المسلحة والشرطة ووحدات الحماية الرئاسية.

رؤية متكاملة لإعادة إعمار الخرطوم

تعمل الحكومة السودانية على إطلاق سلسلة من مشاريع الإعمار في مختلف أنحاء العاصمة، بدءًا من ترميم المؤسسات السيادية وحتى إصلاح المرافق الخدمية المتضررة، وذلك ضمن رؤية استراتيجية تتضمن:

  • إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات التي تضررت بفعل النزاع.
  • دعم سكان المناطق المنكوبة من خلال مساعدات عاجلة.
  • تشجيع المبادرات المجتمعية للمشاركة في جهود التعافي الوطني.

ويُتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحفيز العودة التدريجية للحياة الطبيعية في الخرطوم ومحيطها، تمهيدًا لإعادة بناء الدولة على أسس من الاستقرار والسيادة.

ختامًا.. إعادة بناء القصر جزء من تعافي السودان

في ظل ظروف معقدة وتحديات متراكمة، يمثل إعلان الجيش السوداني عن استعادة مواقع في الخرطوم، والانتهاء من المرحلة الأولى لترميم القصر الجمهوري، بداية جديدة في مسار التعافي الوطني. هذه الخطوات لا تقتصر على البعد العسكري أو الهندسي، بل تمثل في جوهرها إرادة شعب يسعى لاسترداد عافيته وحماية رموزه التاريخية من الضياع.

مع استمرار جهود الجيش السوداني ودعم المؤسسات الرسمية، يبقى الأمل معقودًا على أن يشهد السودان مرحلة جديدة من البناء والاستقرار بعد سنوات من الاضطرابات والصراعات.