الرئيس السيسي يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان ويؤكد أهمية الحلول السياسية
في اتصال هاتفي جرى اليوم بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، عبّر الرئيس السيسي عن دعم مصر الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، مؤكداً أهمية استدامة هذا الاتفاق كخطوة نحو إحلال السلام في جنوب آسيا.
موقف مصر الداعم للسلام الإقليمي
رحّب الرئيس السيسي خلال الاتصال بالاتفاق الأخير الذي أُبرم بين الهند وباكستان، مشددًا على أن الحلول العسكرية لم تعد مجدية في عصر يشهد تحديات أمنية واقتصادية متشابكة. وأشار إلى أن استقرار جنوب آسيا يتطلب حلولًا سياسية طويلة الأمد، تحفظ مصالح الطرفين وتدفع باتجاه السلام الشامل.
كما أكد السيسي استعداد مصر للمساهمة في أي جهود دبلوماسية تضمن استمرار التهدئة وتعزيز التعاون الإقليمي، في إطار رؤية متوازنة تضع مصلحة الشعوب في المقدمة.
تقدير باكستاني لجهود مصر
من جانبه، ثمّن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الدور الذي لعبته مصر في دعم التهدئة بين بلاده والهند، وأشاد بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها القاهرة إلى جانب دول أخرى من أجل نزع فتيل التوتر، وخلق بيئة مناسبة للحوار.
وأكد شريف خلال الاتصال أهمية العلاقات الثنائية بين القاهرة وإسلام آباد، وحرص بلاده على تعميق أواصر التعاون في مختلف المجالات.
تعزيز العلاقات الثنائية في ظل الشراكة التاريخية
تناول الاتصال أيضًا سبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث ناقش الجانبان آفاق الشراكة في مجالات الاقتصاد، التجارة، والاستثمار، في ظل العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.
- زيادة التبادل التجاري بين مصر وباكستان
- تعزيز الاستثمارات المشتركة في مجالات البنية التحتية والطاقة
- التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف
وأكد الرئيس السيسي أهمية البناء على الإرث الدبلوماسي بين البلدين لتوسيع دائرة المصالح المشتركة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه العالم النامي.
القضية الفلسطينية على طاولة النقاش
في سياق آخر، تطرق الاتصال إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث شدد الرئيس السيسي على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشار إلى الدعم الكبير الذي تحظى به المبادرة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، وأهمية تنفيذها في أسرع وقت، لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الكارثة الإنسانية المستمرة. كما اتفق الجانبان على ضرورة العمل الجماعي لمنع تفاقم الأزمة.
رسائل سياسية واقتصادية تعزز مكانة مصر الإقليمية
يعكس هذا الاتصال حجم الحضور المصري الفاعل على الساحة الدولية، سواء من خلال جهود الوساطة الإقليمية أو تعزيز العلاقات الثنائية مع دول آسيا. كما يأتي في وقت تتعامل فيه الحكومة المصرية مع تحديات اقتصادية مهمة، وتسعى للحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني، في ظل توجيهات مباشرة من القيادة السياسية بضبط التضخم وزيادة الاحتياطي النقدي.
تؤكد هذه التحركات على تبني مصر سياسة متوازنة تتكامل فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية، وتستند إلى فهم دقيق للمتغيرات الجيوسياسية.
يمثل ترحيب الرئيس السيسي باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان خطوة جديدة تعزز دور مصر كطرف فاعل في دعم الاستقرار العالمي. ويبعث برسالة واضحة بأن القاهرة تضع السلام والتنمية في صلب سياساتها الخارجية، وتواصل السعي لتوسيع جسور التعاون مع مختلف الدول بما يخدم المصالح المشتركة ويضمن الأمن الإقليمي والدولي.