الرئيس السيسي يسلط الضوء على تحديات الزراعة في مصر خلال موسم حصاد القمح 2025
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي جملة من التصريحات الحاسمة خلال افتتاح موسم حصاد القمح لعام 2025، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الدولة في تطوير البنية التحتية الزراعية، وعلى رأسها نقص موارد الطاقة والطرق الحيوية التي تخدم مناطق الاستصلاح الزراعي الجديدة.
البنية التحتية.. عقبة أساسية أمام التوسع الزراعي
أكد الرئيس أن الدولة تواجه صعوبات حقيقية في توفير متطلبات أساسية للزراعة مثل الكهرباء والطرق، وهو ما يعوق جهود استصلاح الأراضي وتوسيع الرقعة الزراعية، خصوصًا في المشروعات القومية الكبرى مثل مشروع الدلتا الجديدة.
وأوضح أن التغلب على هذه التحديات يتطلب استثمارات ضخمة في مجالات النقل والطاقة، لتسهيل عمليات الزراعة والنقل والإنتاج، وضمان استدامة المشروعات التنموية في القطاع الزراعي.
مشروع الدلتا الجديدة.. خطة عمرانية وزراعية متكاملة
كشف الرئيس السيسي أن مشروع الدلتا الجديدة يستهدف استيعاب مليوني أسرة ضمن مخطط عمراني وزراعي حديث. ويمثل هذا المشروع أحد أبرز الرهانات القومية على تحقيق الأمن الغذائي وتحسين توزيع الكثافة السكانية بعيدًا عن الدلتا القديمة والمناطق الحضرية المكتظة.
وأشار إلى أن هذا المشروع الضخم ليس فقط لاستصلاح الأراضي، بل جزء من رؤية أشمل لتوفير السكن والعمل معًا، ما يعزز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة.
الميكنة الزراعية واستغلال الموارد المائية
وفيما يخص إدارة الموارد، أعلن الرئيس أن الدولة تضخ استثمارات بعشرات المليارات من الجنيهات في ميكنة العمليات الزراعية، مع التركيز على استغلال كل نقطة مياه بشكل علمي يضمن أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة.
كما شدد على ضرورة التحول نحو الزراعة الذكية التي تستخدم تقنيات الري الحديثة، والمعدات التي تقلل الفاقد من المياه، في ظل محدودية الموارد المائية المتاحة في مصر.
تطوير بحيرة المنزلة والحفاظ على البيئة
لفت الرئيس إلى جهود الدولة في إعادة تأهيل بحيرة المنزلة، بهدف رفع إنتاجيتها من الأسماك، مؤكدًا على أهمية التوازن البيئي وضرورة استخدام أساليب علمية لصيد الأسماك دون الإضرار بالنظام البيئي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة شاملة لإعادة إحياء البحيرات الطبيعية في مصر، والتي تمثل مصدرًا مهمًا للثروة السمكية والأمن الغذائي الوطني.
فرص العمل والتنمية المستدامة
أشار الرئيس إلى أن المشروعات الزراعية القومية وفرت حتى الآن فرص عمل لحوالي 600 ألف أسرة، وهو ما يعكس الأثر الاجتماعي والاقتصادي الكبير لتلك المبادرات. وشدد على أن الدولة لا تسعى فقط لزيادة الإنتاج، بل لتحسين جودة حياة المواطنين وتوفير مستقبل أكثر استقرارًا للأجيال القادمة.
رؤية واضحة نحو التغيير
في ختام تصريحاته، شدد الرئيس السيسي على أن الدولة عازمة على تغيير الواقع وتحقيق نقلة نوعية في حياة المصريين، من خلال مضاعفة الإنتاج الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة قائمة على التنمية الشاملة.
وأكد أن هذه الرؤية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، لتحقيق أهداف الاستدامة والنمو في مختلف القطاعات، خصوصًا الزراعة.
ما بين التحديات اللوجستية والطموحات التنموية، تواصل مصر تنفيذ مشروعاتها الزراعية الكبرى كمحرك أساسي لتحقيق التنمية المستدامة. ويظل نجاح هذه المشروعات مرتبطًا بالاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب الإرادة السياسية والمجتمعية نحو مستقبل أكثر إنتاجًا واستقرارًا.