الزعاق يكشف تفاصيل موسم رياح البوارح.. غبار كثيف، جفاف وحرارة تبدأ مبكرًا هذا العام

في تحليل من قلب الظواهر المناخية الموسمية، أطلّ خبير الأرصاد الدكتور خالد الزعاق بمقطع مصوّر حديث، كشف فيه تفاصيل دخول المملكة العربية السعودية في موسم رياح البوارح، أحد أبرز المواسم الجوية في المناطق الشرقية والوسطى، والذي بدأ مبكرًا هذا العام عن المعتاد. وبحسب الزعاق، فإن رياح البوارح تُعرف منذ القدم بارتباطها الوثيق بشدة الرياح المحملة بالغبار، والجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وتحديدًا في المناطق المفتوحة وشبه الصحراوية. إلا أن اللافت هذا العام هو تقدم موسمها بحوالي 20 يومًا مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد، وهو ما يرجعه الخبير إلى تغيرات ديناميكية في المنخفضات والمرتفعات الجوية العالمية.

ما هو موسم رياح البوارح؟

رياح البوارح هي رياح موسمية حارة وجافة، تهب على المملكة والمنطقة الخليجية عامةً، خلال الفترة الممتدة من أواخر مايو وحتى نهاية يونيو، وتتزامن عادة مع طلوع نجم الثريا المعروف محليًا باسم “بارح الثريا”. وتُعد هذه الرياح جزءًا من مربعانية القيظ، وهي مرحلة انتقالية تمهد لموسم الصيف القائظ. تتسم هذه الرياح بحدة نشاطها في ساعات النهار، خاصة وقت الظهيرة، لتبدأ شدتها في التراجع تدريجيًا مع غروب الشمس، ما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من الغبار والرمال الدقيقة على الأسطح والسيارات، ويُعطي للشمس منظرًا ضبابيًا أشبه بـ “بيضة دون شعاع” كما وصفها الزعاق.

أبرز سمات رياح البوارح وفقًا للدكتور الزعاق

  • غبار كثيف: تؤدي البوارح إلى تدني الرؤية الأفقية، وتفاقم الأعراض التنفسية لمرضى الحساسية والربو.
  • جفاف شديد: تتسبب الرياح في امتصاص الرطوبة من التربة والهواء، ما ينعكس على النباتات والكائنات الحية.
  • حرارة مرتفعة: يصاحب موسم البوارح عادة ارتفاع حاد في درجات الحرارة، خصوصًا في فترات الظهيرة.
  • نشاط نهاري واضح: تبدأ الرياح بالتصاعد مع شروق الشمس وتبلغ ذروتها في وقت الظهر، قبل أن تنحسر تدريجيًا مع المغيب.
الزعاق يكشف تفاصيل موسم رياح البوارح.. غبار كثيف، جفاف وحرارة تبدأ مبكرًا هذا العام
الزعاق يكشف تفاصيل موسم رياح البوارح.. غبار كثيف، جفاف وحرارة تبدأ مبكرًا هذا العام

لماذا بدأت البوارح مبكرًا هذا العام؟

بحسب الزعاق، فإن رياح البوارح بدأت هذا العام قبل موعدها المعتاد بنحو 20 يومًا، ويُعزى ذلك إلى عوامل عالمية تتعلق بخلل في توزيع الكتل الهوائية، وتأثير المرتفعات والمنخفضات الجوية التي تتأثر بها منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع التغيرات المناخية على مستوى العالم. هذا التقدم في الموسم دفع العديد من المواطنين والمقيمين إلى ملاحظة موجات الغبار المبكرة، وسط دعوات بضرورة اتخاذ الاحتياطات، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية.

تأثيرات البوارح على الحياة اليومية

يشكل موسم رياح البوارح تحديًا مباشرًا لعدد من القطاعات، منها:
  • القطاع الصحي: ارتفاع في حالات مراجعة المستشفيات بسبب ضيق التنفس وحساسية الجيوب الأنفية.
  • النقل والمواصلات: تدني الرؤية قد يؤدي إلى حوادث على الطرق السريعة.
  • الزراعة: تؤثر الرياح المحملة بالغبار سلبًا على المحاصيل، وتزيد من جفاف التربة.
  • البنية التحتية: تراكم الرمال والغبار يتطلب عمليات تنظيف وصيانة مستمرة في المدن والطرقات.

نصائح لمواجهة موسم البوارح

  • ارتداء الكمامات الطبية عند الخروج، خصوصًا لمرضى الجهاز التنفسي.
  • الحد من التعرض المباشر للشمس في ساعات الذروة.
  • إغلاق النوافذ بإحكام، وتشغيل أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل.
  • تأجيل الأنشطة الخارجية غير الضرورية إلى ما بعد غروب الشمس.
من المهم كذلك متابعة نشرات الأرصاد الجوية الرسمية لتحديثات الطقس أولًا بأول، خاصةً في المدن التي تتأثر بالبوارح مثل الدمام، الأحساء، الرياض، حفر الباطن، ومناطق من القصيم.