الزعيم أمام مفترق طرق.. كيف يتفادى الهلال كارثة الغياب عن آسيا؟

بات نادي الهلال السعودي على حافة أزمة غير مسبوقة، بعدما قررت لجنة التحكيم الرياضي احتساب نقاط مباراة النصر أمام الوحدة لصالح العالمي، ما أربك حسابات الجولة الأخيرة من دوري روشن، وهدد موقع الهلال في وصافة الترتيب. وفي ظل اشتداد المنافسة على مقعد مؤهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، يجد الزعيم نفسه مطالبًا بتحركات دقيقة لتفادي سيناريو كارثي قد يضعف من مكانته القارية.

أولًا: الانتصار على القادسية.. لا مجال للخطأ

السيناريو الوحيد الآمن للهلال هو الفوز أمام القادسية. تحقيق النقاط الثلاث يضمن للزعيم البقاء في المركز الثاني والتأهل المباشر إلى دوري أبطال آسيا، دون الحاجة للدخول في دوامة الحسابات المعقدة أو ترقب نتائج الآخرين.

ويحتاج الهلال في هذه المباراة إلى استحضار روح الانتصارات، خاصة في ظل عودة بعض العناصر المؤثرة مثل مالكوم وسافيتش، والاعتماد على خبرة المدرب جورجي جيسوس في إدارة المواجهات الحاسمة.

  • التحفيز النفسي للاعبين سيكون حاسمًا في هذه المواجهة.
  • التركيز التكتيكي وتنظيم الخط الخلفي أمر لا غنى عنه لتفادي الهجمات المرتدة.
  • استغلال الفرص منذ البداية لتسجيل هدف مبكر يخفف الضغط الجماهيري.

ثانيًا: تعثر النصر.. سيناريو غير مضمون

في حال تعثر الهلال بالتعادل أو الخسارة، يصبح الأمل معلقًا على تعثر النصر أمام الفتح. لكن الاعتماد على تعثر المنافس ليس خطة يمكن الركون إليها، فالنصر يعيش حالة معنوية مرتفعة بعد قرار كسب النقاط الثلاث، ويملك عناصر هجومية قادرة على حسم اللقاء في أي لحظة.

الزعيم أمام مفترق طرق.. كيف يتفادى الهلال كارثة الغياب عن آسيا؟(1)
الزعيم أمام مفترق طرق.. كيف يتفادى الهلال كارثة الغياب عن آسيا؟(1)

 

لذا يُعد هذا السيناريو محفوفًا بالمخاطر، ولن يعفي الهلال من الانتقادات حال فقد بطاقة آسيا لصالح خصم تقليدي.

ثالثًا: مونديال الأندية.. فرصة إنقاذ الشرف

في حالة عدم التأهل إلى دوري أبطال آسيا، تبقى بطولة كأس العالم للأندية المزمع تنظيمها في صيف 2025 بالولايات المتحدة بمثابة طوق نجاة. هذه البطولة تمنح الهلال نافذة استثنائية للظهور على المسرح العالمي، وإثبات أحقية الفريق بمكانته التاريخية، على غرار مشاركته الناجحة في النسخة السابقة التي شهدت بلوغه نصف النهائي.

كما يمكن استلهام تجربة نادي الاتحاد، الذي فشل آسيويًا ونجح في الظفر بالثنائية المحلية، في وقت ركز فيه على البطولات المتاحة له. الهلال قادر على فعل الشيء ذاته في حال تعثره قاريًا.

رابعًا: تقييم شامل قبل انطلاق الموسم الجديد

مهما كانت نتيجة الجولة الأخيرة، فإن إدارة فهد بن نافل مطالبة بإجراء تقييم شامل لما حدث خلال الموسم الحالي. بدءًا من تذبذب الأداء في مباريات الحسم، وصولًا إلى التحكيم والقرارات الإدارية، مع ضرورة وضع خطة متكاملة لتدعيم الصفوف وإعادة بناء شخصية البطل في الموسم المقبل.

فشل الهلال في التأهل الآسيوي سيكون دافعًا لمراجعة المنظومة الفنية والإدارية، وليس نهاية الطريق، بل نقطة انطلاق جديدة.

الهلال في لحظة مفصلية من تاريخه الكروي، والخيارات محدودة. الفوز هو السبيل الوحيد للخروج الآمن من الأزمة، بينما الخسارة ستفتح الباب لأسئلة صعبة حول مستقبل الفريق وهيبته القارية. ما سيحدث أمام القادسية سيكون أكثر من مجرد مباراة، بل اختبار حقيقي لطموح الزعيم في البقاء على القمة.