السعودية في صدارة مؤشر ترابط الطرق عالميًا.. معدات ذكية تعزز الكفاءة والصيانة

في خطوة تعكس التقدم الملحوظ الذي يشهده قطاع النقل في المملكة، أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية أن السعودية تصدّرت العالم في مؤشر ترابط شبكة الطرق، بحسب تقرير التنافسية العالمية لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. يأتي هذا الإنجاز نتيجة مسيرة حافلة من العمل الجاد والاستثمارات المستدامة التي تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وأكدت الوزارة أن هذا التقدم الاستثنائي هو ثمرة تخطيط استراتيجي شامل شاركت فيه جهات حكومية وخاصة، بهدف تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي يربط بين ثلاث قارات، ويدعم الاقتصاد الوطني عبر تطوير بنية تحتية متكاملة وفعّالة.

معدات ذكية لتطوير وصيانة الطرق

لم يتوقف الطموح عند الإنجازات الحالية، بل أعلنت الوزارة عن تشغيل 18 معدة ذكية بتقنيات متطورة، تُستخدم في أعمال فحص وصيانة الطرق، بهدف تحسين جودة الشبكة وضمان سلامة مستخدميها. وتتميّز هذه المعدات بقدرتها الفائقة على جمع البيانات وتحليلها ميدانيًا، ما يتيح اتخاذ القرارات بسرعة فائقة ويعزز الصيانة الوقائية بدقة عالية. تشمل مهام هذه المعدات الذكية فحص جودة الأسفلت، وقياس معدلات التشققات، والكشف عن الهبوط أو الانبعاج في الطرق، مما يقلل من حوادث السير المرتبطة بتهالك البنية التحتية، ويوفّر بيئة قيادة آمنة ومستدامة.
السعودية في صدارة مؤشر ترابط الطرق عالميًا.. معدات ذكية تعزز الكفاءة والصيانة
السعودية في صدارة مؤشر ترابط الطرق عالميًا.. معدات ذكية تعزز الكفاءة والصيانة

خطة مرحلية لتغطية جميع المناطق

وبحسب الوزارة، يجري حاليًا استخدام هذه المعدات في مناطق رئيسية مثل الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، ضمن خطة مرحلية تهدف إلى تغطية كافة مناطق المملكة بحلول نهاية عام 2026، ما سيضمن رفع كفاءة الصيانة بشكل موحد ويعزّز من استدامة شبكة الطرق.

شبكة طرق عملاقة تدعم الاقتصاد

تُعد المملكة من الدول الرائدة عالميًا من حيث حجم شبكة الطرق، إذ تمتد لأكثر من 75 ألف كيلومتر، تشمل طرقًا سريعة ومزدوجة ومفردة، بالإضافة إلى آلاف الجسور والأنفاق التي تسهم في ربط المدن والمناطق النائية وتسهيل حركة الأفراد والبضائع. ولا تتوقف جهود الوزارة عند تحسين شبكة الطرق فقط، بل تمتد لتشمل التكامل مع وسائل النقل الأخرى مثل السكك الحديدية والموانئ البحرية والجوية، لتحقيق منظومة نقل متعددة الوسائط تُعزّز من تنافسية المملكة كمركز لوجستي عالمي.

انعكاس إيجابي على بيئة الأعمال

أوضحت الوزارة أن تصدّر مؤشر ترابط الطرق العالمي يرفع من تنافسية بيئة الأعمال في السعودية، عبر خفض تكاليف النقل والتشغيل اللوجستي، الأمر الذي يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ويعزز موقع المملكة كوجهة مفضلة للشركات العالمية الباحثة عن بنية تحتية حديثة ومستقرة.

كوادر وطنية وتوطين المعرفة التقنية

وأشادت الوزارة بدور الكفاءات الوطنية التي تقف خلف هذه النجاحات، من مهندسين وفنيين ومشغلين، والذين ساهموا في نقل وتوطين التقنيات الحديثة المستخدمة في فحص الطرق وصيانتها، ما خفّض الاعتماد على الاستشارات الأجنبية وساهم في بناء قدرات محلية ذات كفاءة عالية.

شراكات مع شركات عالمية للتوسع التقني

وكشفت الوزارة أنها بصدد توقيع اتفاقيات جديدة مع شركات عالمية متخصصة في تقنيات النقل وصيانة الطرق، بهدف استقدام أجهزة ومعدات فحص أكثر تطورًا، وتدريب الكوادر الوطنية على استخدامها بكفاءة، في خطوة إضافية نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 في توطين الصناعة وتطوير الخبرات.

إنجازات تلقى تفاعلًا شعبيًا واسعًا

لقي هذا التقدم تفاعلًا واسعًا من المواطنين ورواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بالتحوّل الكبير الذي يشهده قطاع النقل في السعودية، معتبرين أن هذه النقلة النوعية سترتقي بجودة الحياة، وتسهم في تحقيق بيئة نقل ذكية وآمنة تواكب تطلعات الأجيال القادمة. وأكّدت الوزارة في ختام بيانها أن المحافظة على هذا المستوى العالمي يتطلب التزامًا مستمرًا بالتحديث، والاستثمار في الكفاءات والتقنيات، لضمان أن تظل شبكة الطرق السعودية الأفضل عالميًا من حيث الترابط والذكاء والسلامة في آنٍ معًا.