تتواصل عمليات البحث والإنقاذ المكثفة في ولاية طرابزون شمال تركيا، عقب حادثة سقوط طفل سعودي في نهر “هالديزن” بمنطقة أوزنجول السياحية الشهيرة. وكشفت السفارة السعودية في أنقرة عن مستجدات الجهود الجارية للعثور على الطفل، مؤكدة تفاعلها السريع منذ اللحظة الأولى للحادث وتنسيقها الكامل مع السلطات التركية المختصة.
حادثة مؤلمة في قلب الطبيعة
وقعت الحادثة أثناء نزهة عائلية لعائلة سعودية في منطقة أوزنجول، عندما انزلق الطفل فجأة من ضفة النهر وسحبته المياه القوية، وسط ذهول أسرته. وعلى الفور، باشرت فرق الإنقاذ التركية عمليات البحث، بدعم من الشرطة المحلية وفرق الغواصين. نهر هالديزن يتميز بتضاريسه الوعرة وتدفقه السريع، مما يصعب من مهام الإنقاذ، خاصة في المناطق الجبلية التي تحيط به. وقد ساهمت هذه الطبيعة الجغرافية المعقدة في تأخير الوصول إلى الطفل المفقود حتى الآن.
دور فاعل للسفارة السعودية
في بيانها الرسمي، أكدت السفارة السعودية أنها باشرت الحادث فور تلقي البلاغ، ونسّقت بشكل مباشر مع أسرة الطفل والجهات التركية الأمنية، مشيرة إلى أنها أوفدت فريقًا ميدانيًا من منسوبيها لموقع الحادث لتقديم الدعم المباشر ومتابعة تطورات الموقف عن كثب. كما أوضحت السفارة أنها على تواصل دائم مع الجهات التركية لتسريع إجراءات البحث، وأنها تسعى لتذليل أي صعوبات قد تواجه فرق الإنقاذ، سواء على مستوى اللوجستيات أو التنسيق الميداني. السفارة السعودية تتابع جهود البحث المكثفة عن الطفل المفقود في نهر بتركيا
تكنولوجيا متطورة في عمليات البحث
لم تدخر السلطات التركية جهدًا، حيث استعانت بطائرات بدون طيار (درون) مزودة بكاميرات حرارية، وغواصين متخصصين، إلى جانب فرق الكلاب البوليسية المدربة على البحث في المناطق الوعرة. كما تم تمشيط ضفاف النهر والغابات المحيطة به على مدار الساعة، إلا أن مصير الطفل لا يزال غامضًا.
تضامن تركي رسمي وشعبي
أعرب والي طرابزون عن تعاطفه الكامل مع أسرة الطفل، مؤكدًا أن السلطات التركية تتعامل مع هذه الحادثة كقضية إنسانية بحتة، وأن كافة الإمكانات مسخرة للوصول إلى نتيجة إيجابية. في المقابل، حظيت القضية بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المواطنين الأتراك والسعوديين عن تعاطفهم ودعائهم للطفل بالنجاة.
رسالة تحذيرية للمواطنين
من جهتها، دعت السفارة السعودية المواطنين السعوديين في تركيا إلى توخي الحيطة والحذر، لا سيما أثناء التواجد في المناطق الطبيعية كالأودية والأنهار، مع التشديد على مراقبة الأطفال لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
جهود لا تتوقف.. وترقب للنتائج
في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات البحث لليوم الثالث على التوالي، لم تفقد السلطات التركية والأطراف السعودية الأمل، ولا تزال المساعي جارية للوصول إلى الطفل المفقود. وأكدت السفارة أنها ستواصل إصدار البيانات الرسمية لتحديث الرأي العام بأي تطورات جديدة. ويأمل الجميع في أن تنتهي هذه القصة نهاية سعيدة، في ظل هذه الجهود المتضافرة والتنسيق الكبير بين السعودية وتركيا.
