المتحف المصري الكبير يحتضن فعالية ريادة الأعمال للعام الثالث .. منصة للإبداع والابتكار

في ظل اهتمام متزايد بتحفيز بيئة ريادة الأعمال في الشرق الأوسط، استضاف المتحف المصري الكبير واحدة من أبرز الفعاليات الداعمة للمبتكرين وأصحاب الشركات الناشئة، وذلك للعام الثالث على التوالي، حيث انطلقت النسخة الثانية عشرة تحت شعار “أروي قصتك”.

تهدف هذه الفعالية إلى تشجيع رواد الأعمال على مشاركة تجاربهم وبناء سرديات ملهمة تعكس التحديات والنجاحات في رحلتهم، مما يعزز من ثقافة الابتكار ويخلق مجتمعًا مهنيًا نابضًا بالحيوية والتعاون.

أهداف الفعالية: منصة متكاملة للنمو المهني والتشبيك

تُعد الفعالية أكثر من مجرد حدث؛ فهي مساحة شاملة للتواصل بين أصحاب المشاريع، المستثمرين، وصنّاع القرار. تضمنت الأنشطة:

  • معرضًا للعلامات التجارية المحلية الصاعدة
  • منطقة للتوظيف وفرص العمل
  • ورش تدريبية وجلسات إرشاد مهني مباشر
  • منصة لعرض المشروعات الناشئة أمام المستثمرين

وقد شهدت الفعالية حضورًا واسعًا من مختلف أنحاء المنطقة، مما يعكس أهميتها كمحطة سنوية منتظرة لتبادل الأفكار وتحفيز الشراكات في بيئة اقتصادية تنافسية.

دور المتحف المصري الكبير في دعم الإبداع وريادة الأعمال

أكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن استضافة المتحف لهذه الفعالية تتماشى مع رؤيته كمركز ثقافي متعدد الأوجه. وقال في كلمته الافتتاحية:

“لا يقتصر دور المتحف على عرض الكنوز الأثرية، بل يتعداه ليكون منصة حديثة تعزز من ثقافة الابتكار وتربط بين التاريخ العريق والتكنولوجيا وريادة الأعمال.”

وأضاف أن هذه الفعالية تُمثل ترجمة حقيقية لفلسفة المتحف الجديدة التي تعتمد على الربط بين الماضي والمستقبل، وتحويل الإرث التاريخي إلى مصدر إلهام للأجيال القادمة.

المتحف المصري الكبير يحتضن فعالية ريادة الأعمال للعام الثالث .. منصة للإبداع والابتكار(1)
المتحف المصري الكبير يحتضن فعالية ريادة الأعمال للعام الثالث .. منصة للإبداع والابتكار(1)

أهمية القصص الشخصية في بناء بيئة ريادية قوية

ركزت الفعالية في نسختها هذا العام على تشجيع رواد الأعمال على مشاركة قصصهم وتجاربهم الواقعية، بهدف بناء مجتمع أكثر شفافية وتضامنًا. إذ تُعد القصة وسيلة فعالة لتحفيز الآخرين، وتوضيح المسارات المحتملة للنجاح رغم التحديات.

وأشارت التجربة إلى أن الشركات الناشئة التي تملك قصة واضحة وجذابة قادرة على جذب المستثمرين والعملاء بشكل أفضل، ما يعزز من فرص نجاحها واستدامتها.

تمكين الشباب والنساء من خلال التعليم والتوجيه

خصص الحدث مساحات للتدريب العملي وورش العمل المتخصصة التي استهدفت بشكل خاص الشباب والنساء، باعتبارهم من أكثر الفئات احتياجًا للدعم والتمكين. وشهدت هذه الورش تفاعلاً كبيرًا، خاصة في الموضوعات المتعلقة بإدارة الأعمال، والتسويق الرقمي، وجذب الاستثمار.

وتُعد هذه المبادرات خطوة هامة نحو بناء اقتصاد معرفي قادر على استيعاب التغيرات العالمية، وتوفير فرص نمو حقيقية للمشاريع الجديدة.

دعم حكومي ومؤسسي لتعزيز استدامة المبادرة

جاء تنظيم هذه الفعالية بدعم من هيئات حكومية وشركاء إقليميين، في إطار استراتيجية أشمل تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وتحفيز الابتكار. وتعتبر استضافة المتحف لمثل هذه الفعاليات رسالة قوية على اهتمام مصر بتنمية قطاع ريادة الأعمال.

ويُذكر أن المتحف المصري الكبير، أحد أكبر المتاحف في العالم، يواصل تفعيل خطته التشغيلية تدريجيًا، ليصبح مركزًا ثقافيًا وسياحيًا وتعليميًا في آن واحد.

نحو مستقبل مشرق لريادة الأعمال في مصر والمنطقة

من خلال هذا الحدث، يتجلى حرص مصر على تمكين رواد الأعمال وتوفير بيئة داعمة للتجريب والإبداع. فالدمج بين التاريخ والحداثة في موقع المتحف المصري الكبير يُرسل رسالة رمزية عميقة: أن الماضي المجيد يمكن أن يكون بوابة لمستقبل أكثر إشراقًا.

ومع استمرار هذه الفعاليات، يمكن القول إن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تأسيس اقتصاد ريادي يستند إلى قصص النجاح المحلية، وينفتح على العالم بثقة وشغف.