مع اقتراب موعد انطلاق النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية 2025، تتوجه أنظار عشاق كرة القدم في السعودية والعالم العربي نحو نادي الهلال، الذي أصبح أيقونة الحضور العربي في هذا المحفل العالمي. فبعد مشاركات مشرفة وأداء مميز في نسخ سابقة، بات السؤال مطروحًا: هل تكون نسخة 2025 هي اللحظة التي يحقق فيها الهلال الحلم الكبير ويرفع الكأس العالمية لأول مرة في تاريخه؟ الهلال لم يكتف بكونه ممثلًا للكرة السعودية، بل قدم نفسه كند حقيقي لأعرق الأندية العالمية، وأثبت من خلال أدائه أنه قادر على المنافسة بجدارة، لا سيما في نسخة 2023، حين خطف الأضواء بفوزه المثير على فلامنغو البرازيلي في نصف النهائي بنتيجة 3-2، في مباراة وصفت بأنها واحدة من أفضل مواجهات البطولة على الإطلاق.
الهلال ومشاركات تخلّدها الذاكرة
بدأت قصة الهلال مع كأس العالم للأندية كممثل قوي للكرة الآسيوية، لكنه لم يكن مجرد رقم في سجل المشاركين. ففي نسخة 2022، سجل الزعيم واحدًا من أكبر انتصارات البطولة عبر التاريخ، حين سحق فريق الجزيرة الإماراتي بنتيجة 6-1، مؤكدًا جاهزيته الكاملة لتحدي الكبار. ورغم خسارته للنهائي أمام ريال مدريد، إلا أن طريق الهلال إلى المباراة النهائية لم يكن سهلًا، حيث تجاوز فرقًا ذات ثقل كروي كبير، وقدم أداءً يُحسب له، مما جعله محط تقدير محلي وعالمي. الهلال السعودي أمام فرصة تاريخية في كأس العالم للأندية 2025.. هل يكتب المجد المنتظر؟
هل 2025 هي الفرصة الذهبية؟
النسخة القادمة من البطولة ستشهد مشاركة عدد أكبر من الفرق نتيجة التوسع المرتقب، ما يزيد من فرص الفرق العربية للذهاب بعيدًا، والهلال تحديدًا يمتلك كافة المقومات التي تؤهله للذهاب إلى أبعد نقطة. فهو يملك قاعدة جماهيرية ضخمة، وتشكيلة مدججة بالنجوم المحليين والدوليين، فضلًا عن تجربة سابقة تمنحه أفضلية على العديد من الفرق القادمة. إضافة إلى ذلك، فإن النسخة الجديدة ستُقام وفق نظام أكثر تنافسية، وهو ما قد يصب في مصلحة الفرق التي تمتلك خبرة دولية، مثل الهلال، الذي بات يعرف جيدًا كيف يتعامل مع الضغوط العالية في البطولات الكبرى.
مشاركات عربية مبهرة عبر التاريخ
لم تكن بصمة الهلال وحده هي الأبرز في سجلات كأس العالم للأندية، فقد سبق أن سطّر الأهلي المصري، والرجاء المغربي، والاتحاد السعودي أسماءهم بأحرف من ذهب. الأهلي، على سبيل المثال، تفوق على الهلال في نسخة 2005 بثنائية نظيفة، فيما صعد الرجاء إلى النهائي في 2013 بعد فوز مذهل على أتلتيكو مينيرو البرازيلي. هذا التنافس العربي يضفي طابعًا خاصًا على البطولة، ويعكس مدى تطور الأندية في المنطقة وقدرتها على كسر هيمنة أوروبا وأمريكا الجنوبية، كما أكدت مواجهات تاريخية، مثل لقاء بايرن ميونيخ مع الأهلي في 2020 الذي انتهى فقط بهدفين دون رد، ما يبرهن على تقارب المستويات أكثر من أي وقت مضى.
الهلال على أعتاب الحلم.. ولكن بشروط
لكي يُحقق الهلال اللقب، لا بد من العمل على مجموعة عناصر حاسمة، أبرزها الاستقرار الفني، وتجهيز الفريق بدنيًا ونفسيًا، والدخول في معسكرات إعداد عالية المستوى. كما أن الحفاظ على نجوم الفريق والتعاقد مع عناصر جديدة في مراكز محددة سيكون له تأثير بالغ على مستوى الأداء الجماعي. ورغم أن البطولة لم تبتسم بعد لأي فريق عربي، إلا أن الهلال يبدو الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هذا الإنجاز، خصوصًا مع تراكم الخبرات، والدعم الجماهيري والإداري الذي يحظى به.
كلمة أخيرة
الهلال يدخل نسخة 2025 بطموحات تعانق السماء، وجماهير تنتظر المجد، وتاريخ طويل من المشاركات التي قربته كثيرًا من الحلم. وإذا كانت الظروف مثالية، فإننا قد نشهد ولادة بطل عالمي جديد من قلب السعودية، يرفع راية العرب عاليًا ويخلد اسمه في قائمة المتوجين.