في قصة استثنائية تجمع بين الإلهام والرؤية الاستراتيجية، كشف الأمير السعودي ورجل الأعمال المعروف الوليد بن طلال عن سر تضاعف ثروته خلال فترة قصيرة، حيث ارتفعت ثروته بمقدار 9 مليارات ريال سعودي، أي ما يعادل نحو 2.39 مليار دولار أمريكي. ولم تكن هذه القفزة نتيجة صفقة كبرى أو تحرك بورصوي، بل بدأت من لحظة عابرة أثناء احتسائه لفنجان قهوة في منزله بالرياض.
الشرارة الأولى: مشروع وُلد من لحظة تأمل
يروي الأمير الوليد بن طلال، في مقابلة نادرة، كيف خطرت له فكرة إنشاء أطول برج في العالم بينما كان يحتسي قهوته في جلسة مسائية هادئة. لم يكن الهدف ماليًا في المقام الأول، بل تطلع إلى مشروع يحمل رمزية وطنية ويعكس طموحات المملكة العمرانية والاقتصادية. الفكرة تحولت إلى خطة عمل، ثم إلى مشروع طموح تمخض عنه برج جدة، المقرر أن يتجاوز ارتفاعه 1000 متر ليصبح الأعلى في العالم. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من 1.5 مليار دولار، أي ما يعادل قرابة 5.8 مليار ريال سعودي.
استئناف البناء بعد سنوات من التوقف
بعد توقف دام سنوات لأسباب تمويلية وتنظيمية، أعلن الوليد في مطلع عام 2025 عن استئناف العمل في المشروع. وأوضح أن الخطة التنفيذية الجديدة تعتمد على صب طابق كامل كل يومين، وهو جدول زمني طموح من شأنه أن يُنهي المشروع في غضون 48 شهرًا فقط. الوليد بن طلال يضيف 9 مليارات دولار إلى ثروته خلال شهور.. السر في فكرة عقارية انطلقت من فنجان قهوة
العوائد غير المباشرة: كيف تضاعفت الثروة؟
لم يكن الربح المباشر من المشروع هو العامل الوحيد وراء الزيادة الكبيرة في ثروة الوليد بن طلال، بل جاءت معظم المكاسب من ارتفاع قيمة الأراضي المحيطة بالبرج. حيث سارعت الشركات والمستثمرون إلى شراء العقارات المجاورة، ما أدى إلى تضاعف أسعارها. وكانت إحدى شركات الأمير، المدرجة في سوق الأسهم السعودية، تمتلك نسبة كبيرة من هذه الأراضي. ومع ارتفاع قيمتها السوقية، انعكس ذلك على رصيده الاستثماري العام، لتقفز ثروته من 56 مليار ريال إلى نحو 65 مليار ريال سعودي بنهاية 2025.
أثر استثماري يتجاوز العوائد المادية
أكد الأمير الوليد أن مشروع برج جدة ليس مجرد مشروع عقاري ربحي، بل يُمثل رمزًا حضاريًا يعكس توجه المملكة نحو التحول إلى مركز عالمي في قطاعات الاستثمار والسياحة والعمران، بما يتماشى مع تطلعات رؤية السعودية 2030. ويأمل الوليد أن يكون البرج منارة معمارية جديدة تمثل طموحات المملكة، وتؤكد على قدرتها في المنافسة الدولية بمجالات التنمية والتخطيط العمراني الحديث.
قصة نجاح ملهمة في عالم الاستثمار
قصة الوليد بن طلال هذه تُجسد كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تتحول إلى استثمار يغيّر معادلة الثروة. وهي تذكير حي بأن الثروة لا تُبنى فقط من الصفقات التقليدية، بل من القدرة على استشراف المستقبل، واغتنام اللحظة، وتحويل الإلهام إلى إنجازات. في وقت يتسابق فيه المستثمرون نحو الابتكارات الرقمية، اختار الأمير أن يراهن على رؤية عقارية فريدة، تحوّلت إلى مشروع ضخم أحدث تأثيرًا اقتصاديًا واسعًا. إنها قصة تلخص جوهر القيادة الاستثمارية التي تجمع بين الحدس والرؤية والتخطيط طويل الأمد.