في تطور جديد من شأنه التأثير على توازن أسواق الطاقة العالمية، كشف مسؤولون مطلعون أن تحالف أوبك+ يعكف حاليًا على دراسة زيادة ثالثة في إنتاج النفط خلال شهر يوليو 2025، وذلك ضمن اجتماعات مرتقبة تهدف إلى مراجعة سياسات الإمداد النفطي بما يتماشى مع تقلبات السوق الحالية. ووفقًا للتسريبات الأولية، فإن الزيادة المحتملة قد تصل إلى نحو 411 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الكمية التي كانت مقررة سابقًا في إطار خطة التدرج بالرفع التدريجي للإنتاج.
قرار حاسم مرتقب في أول يونيو
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الحاسم لأعضاء التحالف في الأول من يونيو 2025، حيث من المتوقع إصدار قرار نهائي بشأن حجم الزيادة، بناءً على التحليلات الفنية وتوقعات الطلب العالمي خلال النصف الثاني من العام. الاجتماع سيُعقد وسط تباين في وجهات النظر بين الدول الأعضاء، إذ تطالب بعض الدول المنتجة الكبرى بزيادة الإنتاج لضمان استقرار الأسعار، في حين تُفضل أخرى التروي لتفادي حدوث تخمة في المعروض قد تؤدي إلى انهيار جديد في الأسعار. تحالف أوبك+ يدرس زيادة ثالثة في إنتاج النفط خلال يوليو 2025 وسط ترقب عالمي
الأسواق تترقب… والأسعار تتراجع
مع انتشار أنباء نية أوبك+ إقرار زيادة جديدة، شهدت أسعار النفط تراجعًا فوريًا في الأسواق العالمية، حيث هبط سعر خام برنت بنسبة 1.56% في العقود الآجلة لتسليم يوليو، ليصل إلى 63.92 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس النسبة ليبلغ 60.64 دولارًا للبرميل. هذا التراجع يعكس قلق الأسواق من احتمالية وجود زيادة مفاجئة في الإمدادات قد لا يتوافق مع الطلب الحقيقي، لا سيما في ظل مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض المناطق.
أسباب الدفع نحو الزيادة
توقعات بارتفاع الطلب: تتوقع بعض التقديرات الدولية أن يشهد النصف الثاني من 2025 تعافيًا في الاستهلاك العالمي مدفوعًا بنمو الصناعات والطيران.
الضغط من الدول المستهلكة: تدعو عدة دول مستوردة إلى خفض أسعار الوقود، وتطالب بزيادة المعروض للحد من التضخم.
ضغوط داخلية: بعض الدول الأعضاء بحاجة إلى عوائد مالية إضافية لتعزيز موازناتها بعد سنوات من الضغوط المالية.
الآثار المحتملة على السوق العالمي
في حال إقرار هذه الزيادة الكبيرة، فمن المحتمل أن تؤثر على:
الأسعار: قد نشهد تراجعًا إضافيًا في أسعار الخام، ما ينعكس على تكلفة الوقود عالميًا.
التوازن في السوق: قد تتسبب الزيادة في اختلال مؤقت بين العرض والطلب، ما يستوجب رقابة دقيقة.
الاستثمارات النفطية: قد تساهم الأسعار المنخفضة في إبطاء خطط التوسع لدى بعض المنتجين.
هل تنجح أوبك+ في ضبط الإيقاع؟
مع اقتراب موعد الاجتماع الحاسم، تتجه الأنظار إلى كيفية توازن تحالف أوبك+ بين مصالح أعضائه والحفاظ على استقرار السوق. فالقرار سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة التحالف على اتخاذ خطوات مدروسة تعزز النمو الاقتصادي دون التأثير السلبي على أسعار الطاقة. ومع دخول النصف الثاني من العام، تبرز أهمية الاتفاق الجماعي في توجيه دفة السوق النفطي في ظل تحديات مستمرة تشمل تباطؤ الطلب العالمي، تقلبات الأسواق، والتوجه نحو التحول الطاقي.