تحذيرات عاجلة في السعودية..الأحساء والدمام تقتربان من 50 درجة وسط موجة حر غير مسبوقة

في بداية صيف يوصف بالأشد قسوة خلال الأعوام الأخيرة، تشهد المملكة العربية السعودية موجة حر شديدة تهدد السلامة العامة وتفرض تحديات صحية ومناخية خطيرة. وأكدت بيانات المركز الوطني للأرصاد أن منطقتي الأحساء والدمام تتصدران قائمة المدن الأعلى حرارة، مسجلة درجات حرارة تقترب من حاجز الـ50 مئوية، ما دفع الجهات المختصة إلى إطلاق تحذيرات عاجلة للمواطنين والمقيمين لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

الأحساء تتصدر قائمة الحرارة عالميًا

بحسب التصنيف العالمي لدرجات الحرارة خلال الـ24 ساعة الماضية، احتلت الأحساء المرتبة الثانية عالميًا والأولى محليًا بدرجة حرارة بلغت 49.3 درجة مئوية. وجاءت الدمام في المرتبة الثانية على مستوى المملكة والسابعة عالميًا، مسجلة 48.2 درجة مئوية. هذا الأداء المناخي القاسي يعكس عمق تأثير الموجة الحارة التي تضرب المنطقة الشرقية، ويضع الجميع أمام واقع مناخي يستدعي الحذر والاستعداد.

الحرارة في تزايد وتحذيرات رسمية مستمرة

أكد المركز الوطني للأرصاد عبر منصته الرسمية على “إكس” (تويتر سابقًا)، أن موجة الحر الحالية مستمرة، مع توقعات بارتفاع إضافي في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة. وحثت الجهات المختصة على ضرورة الالتزام بالإرشادات الوقائية، لا سيما أثناء ساعات الذروة بين 11 صباحًا و3 عصرًا، لتجنب الإصابة بضربات الشمس أو الإرهاق الحراري.
تحذيرات عاجلة في السعودية..الأحساء والدمام تقتربان من 50 درجة وسط موجة حر غير مسبوقة
تحذيرات عاجلة في السعودية..الأحساء والدمام تقتربان من 50 درجة وسط موجة حر غير مسبوقة

موجة إقليمية تمتد إلى خارج الحدود

لم تقتصر درجات الحرارة اللاهبة على السعودية وحدها، بل شملت عددًا من الدول العربية، حيث ضمت قائمة المدن الأكثر حرارة ليوم 24 مايو ست مدن عربية إلى جانب الأحساء والدمام. من بينها مدينتان في الإمارات، ومدينة واحدة في كل من الجزائر، العراق، الكويت، وسلطنة عمان. هذه البيانات تعكس أن منطقة الخليج وشمال أفريقيا تمر بموجة حر إقليمية غير اعتيادية تؤثر بشكل مباشر على نمط الحياة اليومي والصحة العامة.

التوصيات الرسمية لحماية الصحة العامة

أوصت الجهات الصحية في المملكة بعدد من الإجراءات لتفادي الآثار السلبية للموجة الحارة، منها:
  • البقاء في الأماكن المكيفة قدر الإمكان.
  • شرب كميات كبيرة من المياه والسوائل.
  • تجنب الخروج أثناء ذروة الحرارة.
  • ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون.
  • عدم ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة داخل المركبات المغلقة.
وأكدت وزارة الصحة أن الفئات الأكثر عرضة للخطر هم كبار السن، الأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة، داعية إلى مراقبتهم عن كثب وتقديم الرعاية اللازمة.

الحرارة ومخاطر البنية التحتية

الموجة الحارة لا تؤثر فقط على صحة الإنسان، بل تُشكل تحديًا للبنية التحتية أيضًا. حيث تؤدي درجات الحرارة العالية إلى زيادة الضغط على شبكات الكهرباء نتيجة الاستخدام المكثف لأجهزة التكييف، كما تؤثر على جودة الطرق والمباني. لذا تعمل السلطات المحلية على رفع جاهزية فرق الطوارئ ومراقبة الأحمال الكهربائية لضمان استمرارية الخدمات. وبينما تواصل درجات الحرارة تسجيل أرقام قياسية، تبقى اليقظة المجتمعية والتعاون مع الإرشادات الرسمية أمرًا ضروريًا لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من الصيف، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية التي باتت تؤثر على المنطقة بشكل أكثر حدة ووضوحًا من أي وقت مضى.