تحذير أممي من مخاطر تطهير عرقي في قطاع غزة
في بيان شديد اللهجة يعكس خطورة الوضع في قطاع غزة، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع، محذرًا من تداعيات كارثية قد ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، وفقًا لما أشار إليه في بيانه الصادر يوم الجمعة.
تصعيد ميداني ينذر بالأسوأ
أشار تورك إلى أن وتيرة الهجمات الإسرائيلية تتسارع بشكل مقلق، لاسيما بعد تكثيف الغارات على البنية التحتية الحيوية بما في ذلك المستشفيات، وهو ما فاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية المتأزمة أصلاً في القطاع. وذكر أن السكان المدنيين يواجهون خطر النزوح القسري بسبب القصف المكثف وغياب سبل الحياة الأساسية.
وأضاف: “إن استمرار هذه العمليات، بما يشمل التدمير الممنهج للأحياء السكنية وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية، قد يشير إلى محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي دائم في غزة، وهو أمر يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي ويعادل التطهير العرقي”.
الوضع الإنساني في تدهور مستمر
أوضح المسؤول الأممي أن الأوضاع الميدانية تشير إلى انهيار وشيك في الخدمات الطبية، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والإمدادات، فضلًا عن محدودية القدرة على استيعاب أعداد الجرحى المتزايدة.
وأشار إلى أن أوامر الإخلاء المستمرة تدفع العائلات إلى التكدس في خيام مؤقتة، وسط ظروف بيئية ومعيشية تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الكرامة الإنسانية. كما تسجل مستويات الجوع ارتفاعًا غير مسبوق نتيجة الحصار المشدد الذي يمنع دخول الغذاء والماء والدواء.
دعوة دولية عاجلة لوقف التصعيد
في ظل هذه التطورات، دعا فولكر تورك كافة الأطراف، ولا سيما الدول التي تمتلك نفوذًا مباشرًا على مجريات النزاع، إلى التحرك العاجل لوقف الهجمات. وقال في بيانه: “يجب أن نوقف هذا الجنون قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة”.
وأكد أن التصعيد الحالي ليس فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل تهديد صريح للاستقرار الإقليمي والعالمي، داعيًا إلى استئناف الجهود الدبلوماسية لضمان وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق.
الالتزام بالقانون الدولي ضرورة ملحة
شدد مفوض حقوق الإنسان على أن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واجب على جميع الأطراف، محذرًا من أن الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين لن تمر دون محاسبة، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتخذ موقفًا حازمًا تجاه هذه الانتهاكات.
وفي ظل غياب أي أفق واضح للحل، تبقى التحذيرات الأممية بمثابة جرس إنذار للعالم بأسره حول الكارثة الإنسانية التي تتكشف يومًا بعد يوم في قطاع غزة.
لماذا يُعدّ هذا التحذير غير مسبوق؟
- تورك استخدم لأول مرة تعبير “تطهير عرقي” بشكل صريح في وصف الوضع في غزة.
- التحذير يأتي في وقت تتزايد فيه الهجمات على المراكز الطبية، ما يشكل انتهاكًا صريحًا لاتفاقيات جنيف.
- دعوة ضمنية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات تحت مظلة القانون الدولي الجنائي.
للاطلاع على بيان المفوض السامي لحقوق الإنسان يمكن الرجوع إلى الموقع الرسمي لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة:
www.ohchr.org
الوضع في غزة دخل مرحلة شديدة الخطورة، وسط غياب الاستجابة الدولية الكافية. التحذير الأممي من احتمال حدوث تطهير عرقي يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، لوقف المأساة وضمان احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.