تحذير إيراني حاد لإسرائيل وسط تصاعد التوتر النووي
في ظل أجواء متوترة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خرج الحرس الثوري الإيراني بتحذير صارم موجّه لإسرائيل، مؤكدًا أن أي هجوم على منشآتها النووية سيُقابل برد “مدمر وحاسم”. يأتي هذا التصريح بعد تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن استعدادات إسرائيلية لشن ضربات على مواقع نووية إيرانية.
موقف إيران الرسمي: لا تهاون في الرد
قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، علي محمد نائيني، في تصريحات لوسائل الإعلام الرسمية، إن إسرائيل تخطئ في تقديراتها إذا اعتقدت أن إيران ستقف مكتوفة الأيدي، مؤكدًا أن “الشعب الإيراني يملك من الدعم الشعبي والعسكري ما يجعله جاهزًا لأي سيناريو حرب”. وأضاف أن “التهديدات بالحرب لم تعد تثير الخوف في طهران، بل تعزز من جاهزيتها وموقفها الدفاعي”.
خلفية التصعيد: مفاوضات نووية هشة وتحركات ميدانية
يتزامن التصعيد الكلامي مع اقتراب عقد الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة. المحادثات تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي أو التوصل لصيغة جديدة، إلا أن الخلافات العميقة حول ملف تخصيب اليورانيوم لا تزال تعيق التقدم.
وبحسب تقرير لشبكة CNN، فإن مصادر استخباراتية أمريكية أشارت إلى أن إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن توجيه الضربة، في ظل انقسام الآراء داخل الإدارة الأمريكية حول جدوى هذه الخطوة وتداعياتها.
موقف إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني
تخشى إسرائيل من أن يؤدي استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران إلى إنتاج قنبلة نووية، رغم نفي طهران المتكرر لهذه المزاعم وتأكيدها أن برنامجها النووي يهدف لأغراض سلمية فقط. هذا القلق الإسرائيلي لا يعتمد فقط على المعلومات الاستخباراتية، بل ينبع أيضًا من التصريحات السياسية في إيران، لا سيما موقف المرشد الأعلى علي خامنئي الذي وصف المطالب الأمريكية بوقف التخصيب بأنها “مبالغ فيها ومثيرة للاستياء”.
سيناريوهات محتملة: اتفاق أم مواجهة؟
يرى دبلوماسيون غربيون أن انهيار المحادثات قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ قرار أحادي الجانب بضرب المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مع استمرار التصعيد اللفظي من الجانبين. بينما يعتقد آخرون أن اتفاقًا جديدًا، إن تحقق، قد يقلل من احتمالات المواجهة لكنه لن يبدد شكوك إسرائيل بشكل كامل.
عوامل تعزز التوتر:
- التصريحات العسكرية من الجانب الإيراني وتأكيد الاستعداد للرد.
- خلاف أمريكي داخلي حول دعم ضربة إسرائيلية محتملة.
- استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة تثير القلق الغربي.
- فشل جولات التفاوض السابقة وتراكم الخلافات.
هل يلوح الأفق بحرب إقليمية؟
مع كل تحذير يخرج من طهران، وكل تقرير عن تحرك عسكري من تل أبيب، يزداد القلق الإقليمي والدولي من اندلاع مواجهة واسعة النطاق. ومع وجود قنوات اتصال محدودة وتراجع الأمل في حل دبلوماسي سريع، تبقى المنطقة على شفا تصعيد قد تكون له تداعيات خطيرة على الأمن العالمي وأسواق الطاقة.
خاتمة: الترقب سيد الموقف
في ضوء المعطيات الحالية، لا يمكن التنبؤ بما إذا كانت إسرائيل ستنفذ تهديداتها أو أن إيران ستلتزم بضبط النفس. لكن الواضح أن أي تصعيد في هذا الملف سيلقي بظلاله على المنطقة بأسرها. ويبقى الأمل معلقًا على نجاح الجولة المقبلة من المحادثات في روما في خفض منسوب التوتر.