تحذير لسكان جدة.. شارع مظلم في حي النور يهدد الأرواح.. مطالبات عاجلة بالتدخل
وسط التطور العمراني اللافت الذي تشهده مدينة جدة، يبرز حي النور كأحد أبرز الأحياء الحديثة في منطقة أبحر الشمالية، إلا أن هذا الحي الراقي يواجه مشكلة خطيرة تهدد سلامة سكانه، بسبب إهمال شارع حيوي يفتقر لأبسط معايير الأمان.
حي النور يُعرف بتنظيمه المتقن، وتنوع عقاراته ما بين الفلل السكنية والمباني الحديثة، كما يتميز بموقعه الجغرافي القريب من الخدمات الرئيسية في شمال جدة، على بُعد نحو 35 كيلومترًا فقط من قلب المدينة. لكن رغم هذه المميزات، يعيش سكانه يوميًا معاناة لا تُحتمل بسبب إهمال شارع غانم بن راجح بن قتادة، الذي تحول إلى مصدر خطر حقيقي.
شارع مظلم يقود إلى الحوادث والمآسي
تحدث عدد من سكان الحي عن الوضع المأساوي في هذا الشارع، مؤكدين أن غياب الإنارة التامة ليلاً جعل منه مكانًا محفوفًا بالمخاطر. فالشارع، الذي يُعتبر أحد المداخل الحيوية المؤدية إلى حي النور، لا يزال يعاني من الظلام الدامس، ما أدى إلى سلسلة من الحوادث المرورية المؤلمة.
وبحسب شهادات السكان، فقد شهد الشارع في الفترة الماضية عدة حوادث نتج عنها إصابات ووفيات، وهو ما دفعهم لتوجيه نداءات استغاثة متكررة إلى أمانة محافظة جدة والجهات المختصة، لكن دون استجابة ملموسة حتى الآن.
مخاوف السكان: الظلام ليس الخطر الوحيد
لا تقتصر مشاكل شارع غانم بن راجح على غياب الإنارة، بل تمتد لتشمل غياب أعمال السفلتة المناسبة، وافتقار الأرصفة لمعايير السلامة، ما يعرّض المشاة، خصوصًا كبار السن والأطفال، لمخاطر كبيرة عند عبور الشارع أو استخدامه ليلاً.
وقد أشار عدد من السكان إلى أن الوضع لا يتناسب أبدًا مع المكانة العمرانية لحي النور، الذي يمثل واجهة حضارية في شمال جدة، مؤكدين أن تجاهل مثل هذه المشكلات يضر بسمعة المنطقة ويُضعف من جودة الحياة فيها.
دعوات عاجلة للحلول
طالب الأهالي بتدخل فوري من أمانة محافظة جدة لتوفير الإنارة الكافية في الشارع، واستكمال أعمال البنية التحتية الأساسية، مؤكدين أن هذه التحسينات ضرورية للحفاظ على الأرواح أولاً، ولضمان استمرار الحي كمنطقة سكنية آمنة وعصرية.
كما دعا المواطنون إلى إطلاق حملة ميدانية شاملة لرصد الشوارع التي تعاني من مشاكل مماثلة داخل حي النور وخارجه، مؤكدين أن معالجة هذه القضايا لا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة بقدر ما تحتاج إلى سرعة تحرك واستجابة للبلاغات.
حي النور.. بين الواقع والتطلعات
رغم أن حي النور يُعد من الأحياء الناشئة الواعدة، ويجذب العديد من المواطنين والمستثمرين بفضل موقعه ومرافقه، فإن البنية التحتية المتعثرة تشكل عقبة أمام تطويره. ويأمل السكان أن تتعامل الجهات المختصة بجدية مع هذا الملف، خاصة أن الحي لا يزال قيد التوسع العمراني، ويمكن تدارك الخلل قبل تفاقمه.
ختامًا
أزمة شارع غانم بن راجح في حي النور بجدة تسلط الضوء على أهمية التخطيط الحضري المتكامل، وضرورة الاهتمام بجميع مكونات الحي، وليس فقط بالواجهات العمرانية. فحياة المواطنين وسلامتهم لا تقل أهمية عن جماليات المباني وتنظيم الشوارع. ويبقى الأمل معقودًا على تحرك عاجل يُنهي معاناة السكان ويعيد الطمأنينة إلى أحد أجمل أحياء جدة.