تحذير من موجات حر قياسية خلال عيد الأضحى.. الحصيني.. درجات الحرارة تتجاوز 50 مئوية في مناطق سعودية
مع دخول شهر يونيو، بدأ فصل الصيف فعليًا في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، بحسب ما أوضحه خبير الأرصاد عبدالعزيز الحصيني، الذي حذر من ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة، خاصة خلال عطلة عيد الأضحى المبارك. ولفت إلى أن “الصيف الأرصادي” يختلف عن الصيف الفلكي، حيث يُحتسب بناءً على مؤشرات مناخية عملية مثل معدلات الحرارة وأشعة الشمس، وليس وفقًا لحركة الشمس الفلكية.
الحرارة تلامس 50 درجة في بعض المناطق
بحسب بيانات الطقس الحديثة، تشهد مناطق واسعة من المملكة، خاصة المناطق الداخلية والصحراوية مثل الشرقية والرياض والأحساء، موجات حر شديدة قد تتجاوز خلالها درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية خلال عطلة العيد. ويُعد هذا الارتفاع واحدًا من أعلى القيم المسجلة في الأعوام الأخيرة، مما يستدعي تأهبًا وقائيًا كبيرًا على المستويات الصحية والخدمية.
ما الفرق بين الصيف الفلكي والصيف الأرصادي؟
أوضح الحصيني أن الصيف الفلكي يبدأ في 21 يونيو مع تعامد الشمس على مدار السرطان، بينما الصيف الأرصادي يعتمد على التغيرات المناخية الملموسة، ويبدأ غالبًا في أول يونيو عندما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع الفعلي، ويطول النهار وتزداد ساعات الإشعاع الشمسي. هذا التمييز ضروري لفهم السلوك المناخي في منطقة الخليج، التي تتميز بطقس قاسي خلال الصيف.
موجات الحر: خطر متكرر وتأثيرات متزايدة
الكتل الهوائية الحارة القادمة من الجنوب والجنوب الشرقي تعد المحرك الرئيسي لموجات الحر في المنطقة. هذه الموجات قد تستمر لعدة أيام وتؤدي إلى ارتفاع كبير ومفاجئ في درجات الحرارة، ما يتسبب في ضغط مضاعف على البنية التحتية، وزيادة استهلاك الكهرباء والمياه، ويشكل تحديًا صحيًا خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال، كبار السن، والعمال في الأماكن المكشوفة.
انعكاسات الحرارة المرتفعة على الحياة اليومية
- زيادة استهلاك الكهرباء: نتيجة تشغيل أجهزة التكييف بشكل متواصل.
- ضغط على شبكات المياه: مع ارتفاع الطلب في المدن المكتظة سكانيًا.
- تأثر الزراعة: تراجع إنتاجية المحاصيل الحساسة للجفاف والحرارة العالية.
- خطر صحي: تزايد حالات ضربات الشمس والجفاف والإجهاد الحراري.
استعدادات مطلوبة لحماية المجتمع
مع ارتفاع مؤشرات الحرارة، توصي الجهات المختصة باتباع إجراءات وقائية صارمة، تشمل:
- البقاء في أماكن مظللة أو مكيفة خلال فترة الظهيرة.
- الإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف.
- تجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة.
- ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفاتحة اللون.
الصيف الأشد؟ توقعات الأشهر القادمة
تشير التنبؤات المناخية إلى أن شهري يوليو وأغسطس قد يشهدان موجات حر أشد من المعتاد، مع استمرار تسجيل درجات حرارة قياسية، خصوصًا في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية. ويعزو الخبراء ذلك إلى ظواهر مناخية عالمية مثل “النينو” وتأثيراتها على حركة التيارات الهوائية في المنطقة.
الاستعداد المناخي ضرورة.. لا خيار
التحذيرات التي يطلقها المختصون مثل الحصيني يجب أن تؤخذ بجدية، خصوصًا في ظل تكرار الظواهر المناخية المتطرفة خلال الأعوام الأخيرة. ومع تصاعد تأثير التغير المناخي عالميًا، باتت الحاجة ملحة لرفع الوعي المجتمعي، وتفعيل خطط طوارئ فعالة على مستوى الأفراد والمؤسسات.
خاتمة: وعي اليوم يصنع أمان الغد
قد يكون صيف 2025 الأقسى منذ سنوات، لكن بالإمكان التعامل معه بذكاء من خلال التزام إجراءات السلامة، وتفعيل الدور التوعوي في المجتمع، ومتابعة النشرات الرسمية. فكل درجة حرارة زائدة قد تكون تحديًا، لكنها أيضًا فرصة لتعزيز الجاهزية وترسيخ سلوكيات وقائية مستدامة تساهم في حماية الأرواح والممتلكات.