تحصين الأغذيزة في مصر .. خطوة استراتيجية لمكافحة نقص الفيتامينات والمعادن
تُعد مشكلة نقص الفيتامينات والمعادن الدقيقة من التحديات الصحية الصامتة التي تؤثر على صحة الأطفال في مصر، حيث تُسبب إعاقات دائمة واضطرابات في النمو إذا لم يتم التعامل معها بشكل مبكر. وفي ظل هذه التحديات، تبرز مبادرة وزارة الصحة المصرية بقيادة الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشؤون السكان وتنمية الأسرة، كخطوة استراتيجية تهدف إلى التصدي لهذه المشكلة من خلال برامج تحصين الأغذية وتكميل العناصر الغذائية الأساسية.
لماذا يمثل تحصين الأغذية أولوية في مصر؟
أكدت الدكتورة عبلة الألفي خلال مشاركتها في جلسة دولية ضمن فعاليات جمعية الصحة العالمية في جنيف، أن تحصين الأغذية ليس مجرد خيار، بل ضرورة صحية ملحة. وأوضحت أن نقص المغذيات الدقيقة مثل الحديد وحمض الفوليك واليود يمكن الوقاية منه من خلال تدخلات غذائية منظمة، ويُعتبر تحصين الأغذية أحد أكثر الحلول فعالية وكفاءة من حيث التكلفة في هذا السياق.
برامج مصرية موجهة لتحصين الغذاء
- تحصين الدقيق بالحديد وحمض الفوليك: أطلقت مصر برنامجًا وطنيًا لتحصين الدقيق، بدعم من المعهد القومي للتغذية وبرنامج الأغذية العالمي. وقد تم إنشاء صندوق محلي لتغطية تكلفة المزيج المسبق المستخدم في التحصين.
- يودنة الملح: تم تفعيل برنامج قومي لإضافة اليود إلى ملح الطعام المنزلي، مما ساهم في القضاء شبه التام على اضطرابات الغدة الدرقية ونقص القدرات الذهنية بين الأطفال.
- مكملات فيتامين أ: تُوزّع المكملات في شكل مسحوق غذائي للأطفال بدءًا من عمر 9 أشهر، ضمن برامج تغذية الطفولة المبكرة.
إحصائيات وتدريب يعززان نجاح البرامج
أشارت نائب وزير الصحة إلى أنه تم تدريب أكثر من 600 مطحن دقيق خلال عام 2024 بالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية، لضمان تطبيق معايير الجودة في تحصين الدقيق. ويشمل ذلك تدريب الفنيين على مراقبة مستويات الفيتامينات وضمان الاتساق في عمليات التحصين.
أثر حمض الفوليك على الصحة العامة
أكدت الألفي أن تزويد النساء بحمض الفوليك قبل الحمل يقلل من فرص ولادة أطفال يعانون من تشوهات خلقية أو اضطرابات في النمو العصبي. وقد ساهم توفير حمض الفوليك بشكل منتظم ضمن برامج الصحة المجتمعية في خفض معدلات هذه المشكلات بنسبة ملحوظة، بحسب بيانات وزارة الصحة.
التكامل مع التوعية المجتمعية
لا تقتصر جهود وزارة الصحة على الجانب العلاجي فقط، بل تمتد إلى التوعية المجتمعية الواسعة عبر برنامج “المشورة الأسرية”، والذي يُغطّي الآن جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في مصر. ويعمل البرنامج على توعية الأمهات بطرق التغذية السليمة والتحصين الغذائي، بداية من مرحلة ما قبل الزواج.
دعوة للتعاون الدولي والعمل المستدام
في ختام كلمتها، دعت الدكتورة عبلة الألفي إلى توحيد الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية السليمة للأطفال. وأكدت أن المشاركة في المنصات الدولية، مثل جمعية الصحة العالمية، تمثل فرصة استراتيجية لمشاركة الخبرات وتوسيع أثر برامج التحصين والتكميل الغذائي على المستوى العالمي.
خلاصة وتوصيات
- تحصين الأغذية هو عنصر محوري في حماية صحة الأطفال من الإعاقات والنقص الغذائي.
- البرامج المصرية تحقق تقدمًا ملحوظًا في القضاء على نقص الفيتامينات بفضل الدعم المؤسسي والمجتمعي.
- التكامل بين التوعية والتمكين الغذائي يعزز استدامة هذه الجهود.
للمزيد حول برامج تحصين الأغذية العالمية يمكنك زيارة الموقع الرسمي لبرنامج الأغذية العالمي: wfp.org