تتجه أنظار الشارع الرياضي في المملكة العربية السعودية نحو ما يمكن وصفه بـ“التحول التاريخي” في إدارة وملكية الأندية الرياضية، وذلك في ظل تسريبات إعلامية كشفت عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بخصخصة الأندية الكبرى، في مقدمتها الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي. وبحسب ما تم تداوله على نطاق واسع، فإن هناك خطة متقدمة لتوزيع ملكية الأندية على كيانات اقتصادية واستثمارية رائدة، وذلك في إطار مشروع الخصخصة الطموح الذي تقوده الدولة ضمن رؤية المملكة 2030 لتحديث قطاع الرياضة وتحويله إلى صناعة مستدامة.
تغييرات متوقعة في خارطة الملكية
تشير التسريبات إلى أن نادي النصر قد يُسند إلى شركة طيران الرياض، وهو ما يعكس توجهًا لربط الكيانات الرياضية بعلامات تجارية ذات طابع وطني واستراتيجي. أما نادي الهلال، فقد تكون شركة المملكة القابضة هي الجهة التي ستتولى مسؤولية إدارته، وهو ما يعزز التوقعات بوجود توجه استثماري متقدم داخل النادي الأكثر تتويجًا في آسيا. فيما يتعلق بـنادي الاتحاد، فإن شركة داون تاون، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، هي المرشحة الأبرز لتولي مهام إدارة النادي، بما يتماشى مع خطط تطوير البنية التحتية في مدينة جدة. بينما سيبقى نادي الأهلي تحت إشراف مباشر من صندوق الاستثمارات العامة، ليكون النادي الوحيد من الأندية الأربعة الذي يستمر تحت مظلة الصندوق حتى إشعار آخر. تسريبات تكشف تحولًا تاريخيًا في ملكية الأندية السعودية الكبرى
ملامح الخصخصة الجديدة
من أبرز النقاط اللافتة في الخطة المحتملة، أن صندوق الاستثمارات العامة قد يكتفي بملكية نادٍ واحد فقط ابتداءً من موسم 2026-2027، بينما تُمنح بقية الأندية إلى كيانات تجارية بهدف تعزيز التنافسية وتوفير استدامة مالية حقيقية. ويُنظر إلى هذا التحول على أنه نقلة نوعية في مفهوم إدارة الأندية، حيث يُتوقع أن تتحول الأندية إلى كيانات اقتصادية مستقلة قادرة على تمويل نفسها، وتحقيق أرباح من خلال استثمارات ذكية، واستغلال اسم النادي وقاعدته الجماهيرية في بناء نماذج عمل ناجحة.
ردود فعل متباينة في الشارع الرياضي
الشارع الرياضي السعودي انقسم بين مرحب يرى في الخصخصة طريقًا نحو الاحترافية وزيادة التنافس، وبين قلق من احتمالية تغليب الجانب التجاري على الهوية الجماهيرية، وهو ما يضع الجهات المختصة أمام مسؤولية الحفاظ على التوازن بين الاستثمار والانتماء. ويطرح المراقبون العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة الجديدة بين الشركات المالكة والمشجعين، وطريقة إدارة الملفات الفنية والإدارية وسط هذا التغيير الجذري في آلية العمل داخل الأندية.
ترقب رسمي وبيان وشيك
حتى اللحظة، لم تُصدر وزارة الرياضة أو صندوق الاستثمارات العامة بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي ما تم تداوله، إلا أن العديد من المصادر توقعت أن يتم الإعلان عن الخطوات الجديدة خلال الأيام المقبلة بشكل رسمي وشفاف. ويُتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير واسع على مستقبل كرة القدم السعودية، خصوصًا في ظل سعي المملكة لتطوير الدوري المحلي ليصبح بين الأفضل عالميًا، واستقطاب أفضل المواهب الفنية والإدارية. في النهاية، تبقى خصخصة الأندية السعودية خطوة حاسمة على طريق بناء قطاع رياضي متين، يدعم النمو الاقتصادي ويعزز من مكانة المملكة على الخريطة الرياضية الدولية، بشرط أن تُدار المرحلة القادمة باحترافية وتوازن.