تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر وزامبيا .. رؤية جديدة للعلاقات الإفريقية

شهدت العلاقات المصرية الزامبية تطورًا لافتًا في الأشهر الأخيرة، حيث التقى وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي بنظيره الزامبي مولامبو هايمبي، على هامش الاجتماع الوزاري الإفريقي الأوروبي الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في 21 مايو 2025. وقد مثل هذا اللقاء فرصة مهمة لتعزيز التنسيق الثنائي بين الدولتين في مختلف القطاعات ذات الأولوية الاستراتيجية.

محاور التعاون ذات الأولوية بين البلدين

أكد الوزير المصري خلال اللقاء حرص بلاده على تحويل الزخم السياسي الناتج عن الزيارات رفيعة المستوى، وآخرها زيارة الرئيس الزامبي لمصر في فبراير 2025، إلى مشاريع تنفيذية ملموسة تعود بالنفع على الطرفين. وتم تحديد مجموعة من القطاعات الحيوية التي تحظى بأولوية مشتركة، أبرزها:

• البنية التحتية: دعم جهود تطوير الطرق، والنقل، والمرافق العامة.
• الطاقة والطاقة المتجددة: تعزيز فرص الاستثمار المشترك في مشروعات الكهرباء والطاقة الشمسية.
• الزراعة: نقل الخبرات المصرية في الري الحديث والأمن الغذائي إلى الجانب الزامبي.
• الصحة: توسيع نطاق المبادرات الطبية المشتركة، وتقديم الدعم الفني والتقني.

الاستفادة من الاتفاقيات الإقليمية لتعزيز التجارة

شدد وزير الخارجية على أهمية مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، مع التركيز على إزالة العوائق أمام نفاذ المنتجات المصرية إلى الأسواق الزامبية، خاصة في ظل انتماء الدولتين إلى تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا). وأشار إلى أن زيادة التعاون الاقتصادي من شأنها أن تسهم في تنمية صناعات محلية وتوفير فرص عمل مستدامة لكلا الطرفين.

نماذج واقعية: شركة المقاولون العرب كمثال ناجح

في خطوة تعكس الدور الرائد للشركات المصرية في إفريقيا، رحب الوزير بدر عبد العاطي بالتعاون القائم بين شركة المقاولون العرب ووزارة البنية التحتية الزامبية لتنفيذ عدد من مشروعات التنمية في البلاد. وتمثل هذه المشاريع نموذجًا عمليًا لما يمكن أن تقدمه الشركات المصرية من خبرات وإنجازات لدعم جهود التنمية في القارة.

التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية

أكد الجانبان على ضرورة استمرار التنسيق المشترك في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية، خاصة داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، بما يسهم في تعزيز صوت القارة الإفريقية وطرح حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها. كما تم التوافق على تكثيف التعاون في الملفات ذات الأولوية مثل مكافحة تغير المناخ، الأمن الغذائي، وبناء القدرات البشرية.

نظرة مستقبلية للعلاقات المصرية الزامبية

يعكس هذا اللقاء رؤية استراتيجية مشتركة بين القاهرة ولوساكا تقوم على تطوير شراكة مستدامة، تشمل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والإنسانية. ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة زيادة في المشاريع المشتركة، وتكامل في الجهود التنموية، بما يعزز مكانة البلدين كفاعلين رئيسيين في محيطهما الإفريقي.

تؤكد هذه الجهود أن الدبلوماسية المصرية لا تكتفي بالمواقف التقليدية، بل تسعى لبناء جسور تعاون حقيقية مع الدول الإفريقية الشقيقة، بما يحقق التنمية المتوازنة ويعزز الاستقرار الإقليمي.