تفاصيل أول لقاء بين ترامب والشرع في الرياض 2025 .. نقطة تحول إقليمية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، يوم الأربعاء 14 مايو 2025، حدثًا دبلوماسيًا بارزًا تمثل في أول لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع. أُقيم اللقاء على هامش القمة الخليجية الأمريكية الخامسة، بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وشكّل خطوة محورية في إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية.

سياق اللقاء: دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط

جاء هذا اللقاء بعد إعلان ترامب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهي خطوة وُصفت بـ”التاريخية” تهدف إلى إعادة دمج دمشق في المشهد الإقليمي. وأكد البيت الأبيض أن اللقاء بدأ الساعة 10:07 صباحًا وانتهى الساعة 10:40 صباحًا بتوقيت الرياض، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

يُعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين رئيس أمريكي وقيادة سوريا الجديدة منذ أكثر من عقد، مما يعكس تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا بعد تولي أحمد الشرع السلطة إثر الإطاحة بنظام بشار الأسد في 2025.

أبرز نتائج اللقاء

    • رفع العقوبات عن سوريا: أعلن ترامب التزامه برفع العقوبات بناءً على طلب ولي العهد السعودي، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستعزز استقرار المنطقة.
    • دعوة للاستثمار: دعا الشرع الشركات الأمريكية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز السوريين، في إشارة إلى انفتاح اقتصادي.
    • مكافحة الإرهاب: طالب ترامب الشرع بطرد “الإرهابيين الأجانب” من سوريا ومنع عودة تنظيم داعش، مع تحمل سوريا مسؤولية مراكز احتجاز عناصر التنظيم.
    • تطبيع محتمل مع إسرائيل: اقترح ترامب توقيع اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، وهو ما يُنظر إليه كجزء من رؤية أوسع للسلام الإقليمي.

دور السعودية في تعزيز الشراكة الإقليمية

أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال كلمته في القمة، على أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وأشار إلى أن القمة تهدف إلى تعزيز التنسيق السياسي والأمني لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك التصعيد في غزة ولبنان. واعتبر قرار رفع العقوبات عن سوريا خطوة إيجابية لإنهاء عزلتها.

تفاصيل أول لقاء بين ترامب والشرع في الرياض 2025 .. نقطة تحول إقليمية
تفاصيل أول لقاء بين ترامب والشرع في الرياض 2025 .. نقطة تحول إقليمية

 

وفقًا لمصدر سعودي رفيع، كان اللقاء بين ترامب والشرع “إيجابيًا للغاية”، مما يعكس توافقًا في الرؤى بين الجانبين.

تأثيرات إقليمية ودولية

يُنظر إلى هذا اللقاء كمؤشر على إعادة ضبط العلاقات بين واشنطن ودمشق، مع دعم خليجي وتركي. الصور المنشورة، التي أظهرت ترامب والشرع يتصافحان بحضور أردوغان وبن سلمان، وصفتها وسائل الإعلام بـ”التاريخية”، مما يشير إلى بداية مرحلة جديدة في السياسة الإقليمية.

في سياق متصل، أثار ترامب الجدل بانتقاده الإدارة الأمريكية السابقة، متهمًا إياها بتمكين إيران ماليًا، وأعرب عن رغبته في التفاوض مع طهران شريطة وقف دعمها لـ”حروب الوكالة”.

لماذا يهم هذا اللقاء؟

يحمل اللقاء دلالات سياسية عميقة، إذ يعكس:

  • تحول السياسة الأمريكية تجاه سوريا من العزلة إلى الانخراط.
  • دور السعودية المحوري كوسيط إقليمي، معززًا نفوذها في المنطقة.
  • إمكانية إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، خاصة مع اقتراحات التطبيع مع إسرائيل.

تظل التطورات المستقبلية مرهونة بمدى التزام الأطراف بالوعود المتبادلة، لكن هذا اللقاء وضع أسسًا لمرحلة جديدة قد تغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.