ثروة محمد أبو تريكة.. هل كان نجم الأهلي السابق فعلاً من أصحاب الملايين؟

لطالما كان اسم محمد أبو تريكة مرتبطًا بالقيم النبيلة داخل وخارج الملعب، لكن سؤالًا لطالما راود الجمهور: كم تبلغ ثروة أبو تريكة؟ وهل جمع من كرة القدم ما يكفي ليكون من أثرياء جيله، أم ظل بعيدًا عن مظاهر الثراء؟ في هذا التقرير، نستعرض ما نُشر عن ثروته، مشاريعه، وأعماله الإنسانية.

ما هي التقديرات الحقيقية لثروة أبو تريكة؟

لا توجد أرقام رسمية موثقة بدقة عن ثروة محمد أبو تريكة، وهو أمر شائع في العالم العربي بسبب غياب الشفافية المالية الكاملة. ولكن وفقًا لتقرير نشرته مجلة فرانس فوتبول عام 2008، قُدرت ثروته حينها بـ10 ملايين يورو، ما وضعه ضمن قائمة أغنى 30 لاعبًا في العالم.

وفي تقديرات أكثر حداثة، أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن ثروته قد تبلغ قرابة 23 مليون جنيه مصري، خاصة بعد أن واجه عدة قرارات بتجميد بعض ممتلكاته داخل مصر، مما قد يؤثر على التقديرات النهائية.

أين استثمر محمد أبو تريكة أمواله؟

بخلاف ما يعتقد البعض، أبو تريكة لم يكتفِ بعوائد كرة القدم، بل دخل عالم الاستثمار بعدة طرق:

• امتلاك ثلاث شركات في مصر قبل مغادرته، منها شركة سياحية ومعرض سيارات وملاعب خماسية.
• تعاون تجاري مع زميله هادي خشبة في بعض المشاريع الرياضية.
• في قطر، أسس عام 2018 مشروعًا تجاريًا بالتعاون مع الإعلامي محمد سعدون الكواري والمصمم التركي الشهير باريش كوربال.

أبو تريكة والعمل الخيري.. وجه آخر للثروة

الثروة عند أبو تريكة لم تكن أداة للترف، بل وسيلة للعطاء. أبرز أعماله الخيرية:

• تبرعه بمليون جنيه لصالح مستشفى سرطان الأطفال، بعد حصوله عليها مكافأة من نجيب ساويرس.
• مشاركته عام 2005 في “مباراة ضد الفقر” إلى جانب نجوم العالم مثل رونالدو وزيدان.
• دعمه لحملات التوعية بمأساة الجوع في العالم، خاصة تلك التي ركزت على الأطفال.

مواقف إنسانية صنعت له احترامًا أبديًا

لم تقتصر شهرة أبو تريكة على الأهداف والبطولات، بل تجاوزتها إلى مواقف إنسانية تركت بصمة لا تُنسى:

• رفع قميص كتب عليه “تعاطفًا مع غزة” في كأس الأمم الإفريقية 2008 رغم التحذيرات من العقوبات.
• إعلانه التضامن مع رسول الله بعبارة “فداك يا رسول الله” خلال أزمة الرسوم المسيئة.
• زيارته لمنتخب الجزائر في كأس العالم 2010 كمبادرة صلح بعد توتر ما بعد مباراة أم درمان.

أبو تريكة سفير الإنسانية.. ليس مجرد لقب

نُصّب أبو تريكة سفيرًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وساهم في العديد من الأنشطة التوعوية والخيرية:

• بناء مسجدين في كل من غانا ورواندا.
• المساهمة في دعم أسر شهداء مذبحة بورسعيد عام 2012.

سر الرقم 22 في حياة أبو تريكة

ارتدى أبو تريكة القميص رقم 22 في الأهلي، بعد أن خرج من باب يحمل نفس الرقم أثناء زيارته للمسجد النبوي. هذا الرقم أصبح علامة مميزة لمسيرته وأيقونة في ذاكرة الجماهير.

هل كانت ثروته تعبيرًا عن نجاحه؟

الثروة لا تعني دائمًا البذخ. أبو تريكة نموذج للاعب استطاع أن يجمع بين المهنية والإنسانية، بين النجاح الرياضي والاستثمار المتزن، دون أن يفقد بريقه الأخلاقي الذي جعل منه قدوة لأجيال كاملة.

قد لا تكون ثروة محمد أبو تريكة الأعلى بين نجوم الكرة، لكنها دون شك تعكس قصة لاعب ذكي في إدارة حياته المالية، وملتزم بقضايا مجتمعه. ثروته الحقيقية ليست فقط في الأرقام، بل في محبة الناس والإرث الأخلاقي الذي تركه وراءه.