أثارت تقارير إعلامية متداولة خلال الساعات الماضية حالة من الجدل في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية بالإمارات، بعد الحديث عن احتمالية منع الموظفين الأجانب من العمل في مركز “دبي مول”، أكبر مركز تجاري في العالم. وتزامن ذلك مع مؤشرات رسمية على توجهات جديدة في دعم التوطين وتمكين المواطنين الإماراتيين في مختلف القطاعات الحيوية، مما زاد من ترقب المستثمرين والعاملين في قطاع التجزئة والتسوق داخل الدولة.
هل هناك قرار رسمي بمنع الأجانب في دبي مول؟
بحسب ما تم تداوله، فإن شركة إعمار العقارية، المالكة لدبي مول، تدرس حاليًا مقترحًا يقضي بمنع الموظفين الأجانب من العمل داخل المركز التجاري. ووفقًا لمصادر مطلعة، لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن هذا الإجراء، ولا يزال قيد الدراسة ضمن خطة دعم برنامج التوطين الوطني، الذي يستهدف تعزيز توظيف المواطنين الإماراتيين في مؤسسات القطاع الخاص. وفي هذا السياق، حرصت عدة وسائل إعلام محلية على التحقق من دقة هذه المعلومات، خاصة أن عدد العاملين الأجانب في دبي مول يُقدر بأكثر من 12,500 موظف من أصل نحو 13,346 موظفًا إجمالاً، ما يعني أن تنفيذ مثل هذا القرار قد يؤدي إلى آثار تشغيلية غير مسبوقة. جدل واسع في الإمارات بعد أنباء عن منع الأجانب من العمل في دبي مول.. التفاصيل الكاملة
التحقق من صحة الأنباء المتداولة
موقع “الخليج 24” قام بمراجعة المنصات الرسمية لشركة إعمار العقارية، ولم يُعثر على أي بيان رسمي صادر من الشركة يؤكد صحة الأنباء حول منع الأجانب من العمل في دبي مول. ويُرجح حتى الآن أن ما تم تداوله هو مجرد مقترح ضمن دراسات التوطين التي تجريها الحكومة بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، دون أن يتم تطبيقه فعليًا.
أهمية العمالة الأجنبية في تشغيل دبي مول
يعتمد تشغيل دبي مول بشكل كبير على العمالة الأجنبية، كما هو الحال في معظم قطاعات العمل بالإمارات، حيث تُشكّل القوى العاملة الأجنبية ما يقرب من 90% من إجمالي العاملين بالدولة. وبالتالي، فإن أي قرار مفاجئ بإقصاء هذه الفئة قد يُخل بمنظومة العمل داخل المركز، ويؤثر على حركة الزوار وخدمة العملاء، بل وقد يتسبب في إغلاق مؤقت لبعض المتاجر والخدمات.
لمحة عن دبي مول: أكبر مركز تسوق وترفيه في العالم
افتُتح دبي مول في 4 نوفمبر 2008 ويُعد من أبرز المعالم السياحية والاقتصادية في دولة الإمارات، ويقع بجوار برج خليفة ونافورة دبي. يمتد على مساحة 12 مليون قدم مربع، ويضم أكثر من 1200 متجر، و200 مطعم ومقهى، إلى جانب عدد من المرافق الترفيهية العالمية، مثل:
أكبر حوض أسماك داخلي في مركز تجاري.
متحف فني رقمي تفاعلي.
حلبة تزلج على الجليد بحجم أولمبي.
هيكل ديناصور يعود إلى 155 مليون عام.
سينما متعددة الشاشات تحتوي على 26 قاعة عرض.
وقد استقبل دبي مول نحو 105 ملايين زائر خلال عام 2024، ما يعكس أهميته السياحية والتجارية الهائلة، ليس فقط على مستوى الإمارات، بل على مستوى العالم.
ما الذي يعنيه القرار المحتمل للمستقبل الوظيفي؟
في حال صدور قرار رسمي بمنع الأجانب من العمل في دبي مول، فإن القطاع التجاري سيواجه تحديًا كبيرًا في إعادة هيكلة الموارد البشرية، وسيتطلب توفير كوادر وطنية مؤهلة قادرة على تولي مهام التشغيل والتسويق وخدمة العملاء. كما ستضطر الشركات المستأجرة داخل المول إلى إعادة النظر في عقودها الوظيفية وأنظمتها التشغيلية.
متى يصدر القرار الرسمي من إعمار؟
حتى هذه اللحظة، لم تُصدر شركة إعمار العقارية بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي هذه الأخبار. وينتظر الشارع الإماراتي والمراقبون الاقتصاديون توضيحًا رسميًا من الشركة أو الجهات المختصة في حكومة دبي لتحديد الموقف النهائي بشأن مستقبل العاملين الأجانب في المول. وفي ظل ذلك، يُنصح العاملون الحاليون والشركات داخل دبي مول بمتابعة المستجدات من مصادر موثوقة، والاستعداد لكافة السيناريوهات، سواء بتأهيل كوادر بديلة أو التكيف مع أي تغييرات محتملة في هيكل القوى العاملة.