جهود الدولة في تأهيل المعلمين .. رؤية شاملة لتطوير المنظومة التعليمية
في إطار السعي المستمر لإصلاح وتطوير التعليم في مصر، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا مهمًا ضم وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، والفريق أشرف سالم زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، لمناقشة أبرز محاور النهوض بكفاءة المعلمين، وبناء منظومة متكاملة تواكب تطورات العصر.
اختيار المعلمين وفق معايير دقيقة
أكد الرئيس خلال الاجتماع أهمية اعتماد آليات حديثة ومتكاملة لاختيار الكوادر التعليمية، تتجاوز المعايير التقليدية إلى معايير تركز على الكفاءة الشخصية، والقدرة على التفاعل مع الطلاب، وتطبيق المناهج بأساليب تعليمية تفاعلية ومبتكرة. كما شدد على ضرورة تطبيق اختبارات صارمة ومنهجيات علمية تضمن اختيار الأفضل لتولي مهام التعليم في المدارس الحكومية والخاصة.
برامج تدريب عالية الجودة بمقاييس عالمية
تطرق اللقاء إلى أهمية تطوير البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين. ووجه الرئيس بضرورة توفير برامج تدريب متخصصة ترتكز على أفضل الممارسات الدولية، وتغطي الجوانب التربوية والتكنولوجية والنفسية، بما يؤهل المعلم ليكون عنصرًا فعّالًا وقائدًا للعملية التعليمية داخل الفصل.
- تدريبات على استخدام الوسائل الرقمية والتكنولوجيا التعليمية الحديثة.
- دورات في علم النفس التربوي وأساليب التواصل مع الطلاب.
- ورش عمل لتطوير التفكير النقدي والإبداعي لدى المعلمين.
تمكين المعلم وتعزيز مكانته
ركز الاجتماع على تمكين المعلم المصري، ليس فقط ماديًا، بل معرفيًا وإنسانيًا، من خلال خلق بيئة عمل داعمة تسمح له بالتطور المهني المستمر، وتحفزه على الإبداع والتجديد. وتم التأكيد على أن نهضة التعليم تبدأ من تمكين المعلم ومنحه الثقة والفرصة الكاملة لأداء دوره كمحور أساسي في أي عملية إصلاح تعليمي.
دور الدولة في تطوير البنية التعليمية
أشار المتحدث باسم الرئاسة، السفير محمد الشناوي، إلى أن الدولة تسعى لتوفير كل الموارد اللازمة لدعم البنية التحتية للمدارس، من تجهيزات تقنية ومصادر تعليمية حديثة، بهدف خلق بيئة تعليمية محفزة ومتطورة. كما تم استعراض الجهود المبذولة لتوفير معامل ذكية وفصول تفاعلية تواكب التحول الرقمي في التعليم.
تكامل مؤسسي لضمان استدامة التطوير
شدد الرئيس السيسي على أهمية التكامل بين الوزارات والهيئات المختلفة، مثل وزارة التربية والتعليم، وزارة الاتصالات، وزارة التخطيط، والأكاديمية العسكرية، من أجل تنفيذ سياسات موحدة وشاملة تصب في مصلحة المعلم والطالب على حد سواء. كما أكد على ضرورة المتابعة الدورية لنتائج خطط التطوير لضمان تحقيق الأثر الملموس على أرض الواقع.
خلاصة وتوصيات مستقبلية
إن الجهود الرئاسية لتطوير التعليم تعكس رؤية عميقة تستهدف تحسين جودة التعليم من جذوره، بدءًا من المعلم الذي يمثل الأساس. ومواكبة التحديات العالمية والمحلية تتطلب استثمارًا حقيقيًا في العنصر البشري، عبر توفير تدريب مستمر، بيئة محفزة، ووسائل تعليم تكنولوجية حديثة.
وتتجه الدولة نحو بناء نظام تعليمي عصري لا يعتمد فقط على حفظ المعلومات، بل يركّز على التفكير النقدي، الابتكار، وبناء الشخصية، ما يجعل من المعلم شريكًا حقيقيًا في بناء المستقبل المصري.