جهود مصر في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان تحظى بإشادة باكستانية رسمية
في سياق التوترات المتكررة التي تشهدها منطقة جنوب آسيا، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، أعرب خلاله الأخير عن تقدير بلاده العميق للدور المصري الفاعل في دعم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مؤخرًا بين الهند وباكستان.
دعم مصري لاتفاق وقف إطلاق النار
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاتصال على أهمية التمسك باتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الهندي والباكستاني، مشددًا على ضرورة تحويل هذا الاتفاق إلى خطوة دائمة نحو الاستقرار الإقليمي، عبر إيجاد حلول سياسية طويلة الأجل للأزمة الممتدة بين الدولتين النوويتين.
وأشار السيسي إلى أن الحفاظ على السلم الإقليمي لا يمكن أن يتحقق دون الالتزام المشترك من الطرفين، مدعومًا بمساندة إقليمية ودولية حقيقية، مؤكدًا في ذات الوقت على استعداد مصر لبذل مزيد من الجهود لدعم مسارات السلام.
باكستان تشكر مصر على دورها المحوري
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن شكره العميق للرئيس السيسي على الدور البنّاء الذي لعبته مصر، إلى جانب عدد من الدول الأخرى، في تهدئة الأجواء المتوترة بين إسلام آباد ونيودلهي.
وأضاف شريف أن الجهود المصرية تعكس التزامًا تاريخيًا بالقضايا العادلة في محيطها الإقليمي والدولي، وحرصًا على حماية السلم العالمي من التصعيد، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات طويلة الأمد.
تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وباكستان
لم يقتصر الاتصال الهاتفي على الجانب السياسي والأمني، بل شمل أيضًا مناقشة آفاق التعاون الثنائي بين البلدين. حيث اتفق الجانبان على ضرورة الدفع بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلى آفاق أرحب، مع التركيز على المجالات ذات الأولوية المشتركة مثل:
- الاستثمار في مجالات البنية التحتية والطاقة.
- تعزيز التبادل التجاري الثنائي.
- التعاون في الصناعات الدوائية والزراعية.
- الاستفادة من الخبرات المشتركة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
كما تم التأكيد على أهمية عقد لجان مشتركة لمتابعة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتذليل العقبات التي قد تواجه تنفيذها.
التنسيق الأمني في مواجهة التحديات
اتفق الزعيمان على أن التصدي لخطر الإرهاب والتطرف العابر للحدود يتطلب تنسيقًا وثيقًا بين الدول ذات التأثير، وأكد الرئيس السيسي على أن مصر تعتبر مكافحة الإرهاب أولوية قصوى، مشيرًا إلى أهمية تبادل المعلومات وتعزيز التعاون الاستخباراتي.
ومن جانب باكستان، أبدى شهباز شريف رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المصرية في محاربة الجماعات المتطرفة، سواء عبر المواجهة الأمنية أو عبر برامج التوعية الفكرية والدينية.
نحو شراكة إقليمية فاعلة
هذا الاتصال يعكس توجهًا متناميًا لدى الدول الإقليمية الكبرى نحو لعب دور الوساطة في الصراعات البينية، بعيدًا عن الاستقطاب الدولي، وتأتي مصر كأحد أبرز هذه الأطراف بفضل سياستها المتوازنة وعلاقاتها الواسعة.
وفي ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، فإن تعاونًا مصريًا-باكستانيًا يمكن أن يسهم في إعادة صياغة خريطة التحالفات في آسيا، لصالح التنمية والاستقرار والسلام.