خطاب السيسي في قمة بغداد .. لحظة فاصلة أوقفت مؤامرة تهجير الفلسطينيين

في توقيت بالغ الحساسية تشهده المنطقة العربية، حمل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد رسائل استراتيجية أعادت تشكيل المشهد السياسي حول القضية الفلسطينية، وسط مخاوف متصاعدة من مخطط دولي لترحيل الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة.

موقف مصر الحاسم في وجه المؤامرة

أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن خطاب الرئيس السيسي مثّل نقطة تحول حقيقية، ونجح في فضح محاولات دولية كانت تسعى لتهجير سكان غزة تحت غطاء الأزمات الإنسانية. أشار الشهابي إلى أن السيسي لم يكتفِ بالإدانة اللفظية، بل قدّم تحذيرًا استباقيًا كشف نوايا الاحتلال الإسرائيلي بتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، باستخدام أدوات الحرب، والحصار، والتجويع.

وأوضح الشهابي أن التحذير المصري أربك العديد من الأطراف الدولية، ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى حجم الكارثة الإنسانية التي كانت تلوح في الأفق، كما أعاد تسليط الضوء على المعاناة المستمرة لأكثر من مليوني فلسطيني داخل غزة.

ارتباك أمريكي بعد تصريحات السيسي

زاد تأثير كلمة السيسي بعد تزامنها مع تصريحات سابقة أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي كشف فيها عن وجود اقتراح أمريكي سابق بنقل الفلسطينيين إلى ليبيا. هذه التصريحات تعززت بتقارير صحفية نشرتها شبكة NBC News، تحدثت عن عرض أمريكي يهدف إلى تهجير مليون فلسطيني مقابل الإفراج عن أموال ليبية مجمدة.

وقد أجبر هذا التصعيد واشنطن على الرد بسرعة، حيث أصدرت الخارجية الأمريكية بيان نفي عاجل نفت فيه وجود مثل هذه المقترحات، في محاولة لامتصاص الغضب العربي والدولي المتزايد.

دور مصر في حماية القضية الفلسطينية

يرى الشهابي أن مصر لم تكتفِ برفض المخطط، بل بادرت إلى كشفه أمام العالم، وأثبتت قدرتها على مواجهة الضغوط الدولية والدفاع عن القضايا العربية. وقد وصف الموقف المصري بأنه “درع استباقي” حمى الشعب الفلسطيني من نكبة جديدة، كانت لتعيد إلى الأذهان مآسي التهجير القسري في التاريخ المعاصر.

خطاب السيسي في قمة بغداد لحظة فاصلة أوقفت مؤامرة تهجير الفلسطينيين
خطاب السيسي في قمة بغداد لحظة فاصلة أوقفت مؤامرة تهجير الفلسطينيين

 

وفي ختام تصريحاته، وجّه الشهابي تحية للرئيس المصري قائلًا: “تحية لقائد قال (لا) حين صمت الآخرون… فارتبكت الإدارات، وتراجعت المخططات”.

دلالات استراتيجية على الساحة الدولية

الموقف المصري في قمة بغداد لا يحمل فقط بعدًا إنسانيًا، بل يعكس تحركًا سياسيًا مدروسًا يعزز من مكانة القاهرة كفاعل محوري في ملف القضية الفلسطينية. فبينما تحاول بعض الأطراف الدولية فرض حلول أحادية على الشعوب، تمثل مواقف مثل خطاب السيسي حاجزًا منيعًا في وجه الانتهاكات وفرض الأمر الواقع.

هذا التحرك يعيد التأكيد على أهمية دور مصر التاريخي كوسيط نزيه وشريك حقيقي في دعم استقرار المنطقة، ومقاومة أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تغيير هويتها الديموغرافية بالقوة.

خاتمة: مصر تعيد رسم المعادلة

يبقى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد علامة فارقة في مواجهة التحديات الإقليمية، ويؤكد أن المواقف الحاسمة قادرة على إفشال أخطر المخططات عندما تصدر من قيادة تدرك مسؤوليتها تجاه أمتها وتاريخها. وما فعله السيسي، بحسب مراقبين، أعاد تصويب البوصلة نحو جوهر الصراع، وأثبت أن الكلمة الواعية قد تكون أقوى من الصواريخ وأعمق من الاتفاقيات المغلقة.