دعم طبي مصري في جيبوتي .. قافلتان لعلاج الغسيل الكلوي وضعف السمع
في إطار التعاون الطبي الإنساني بين مصر وجيبوتي، أطلقت وزارة الخارجية المصرية بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان قافلتين طبيتين متخصصتين إلى دولة جيبوتي خلال الفترة من 11 إلى 25 مايو 2025. هذه المبادرة تأتي تأكيدًا على التزام مصر بتعزيز علاقاتها الأفريقية، وخاصة في قطاع الصحة، استجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله.
تفاصيل القافلتين: تخصصات دقيقة واستجابة فاعلة
ركزت القافلة الأولى على علاج مرضى الفشل الكلوي من خلال إجراء تدخلات جراحية دقيقة لتركيب الوصلات الشريانية اللازمة لجلسات الغسيل الكلوي. وتم تنفيذ هذه العمليات بمشاركة نخبة من الأطباء المصريين، بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
أما القافلة الثانية، فكانت مخصصة لتطبيق المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن ضعف السمع، بالتعاون مع الشركة السويسرية “SANOVA”، حيث هدفت لتركيب سماعات طبية للمصابين بضعف السمع وتحسين جودة حياتهم.
إنجازات ملموسة في زمن قياسي
- أجرت القافلة الجراحية 45 عملية تركيب وصلات شريانية بنجاح تام.
- من المقرر تركيب 120 سماعة طبية خلال الأسبوع الجاري ضمن حملة ضعف السمع.
- شهدت القوافل الطبية استقبالًا رسميًا من وزير الصحة الجيبوتي، تعبيرًا عن تقدير الحكومة المحلية للمجهود المصري.
أثر القوافل على التعاون الصحي بين البلدين
أكدت هذه الخطوة أهمية العمل المشترك في المجال الصحي، وفتحت آفاقًا جديدة للتنسيق المستقبلي بين مصر وجيبوتي. وخلال اللقاء الذي جمع السفير المصري في جيبوتي، خالد الشاذلي، ووفد وزارة الصحة مع وزير الصحة الجيبوتي، تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات طبية متنوعة، لا سيما عبر إيفاد قوافل دورية لدعم النظام الصحي الجيبوتي.
أهمية هذا التحرك في تعزيز الدبلوماسية الصحية
تندرج هذه المبادرات ضمن مفهوم “الدبلوماسية الصحية”، حيث تسعى الدول إلى توظيف قدراتها الطبية كأداة لتعزيز العلاقات الدولية وبناء جسور من الثقة والتعاون. ومن خلال هذه القوافل، تؤكد مصر التزامها بدورها الإقليمي ليس فقط في الملفات السياسية والاقتصادية، بل كذلك في دعم التنمية الصحية في القارة الأفريقية.
الآفاق المستقبلية: نحو شراكة صحية طويلة الأمد
تسعى الحكومة المصرية إلى جعل هذه الخطوات بداية لمسار مستدام من التعاون مع جيبوتي، يشمل تبادل الخبرات الطبية، والتدريب المشترك، وتوسيع التخصصات المستفيدة من القوافل الطبية. وقد تم اقتراح إنشاء برامج صحية مشتركة، وتطوير منصات إلكترونية لدعم التعليم الطبي المستمر للطواقم الجيبوتية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف الثالث المعني بـ”الصحة الجيدة والرفاه”، وهو ما يجعل هذه القوافل نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الأفريقية-الأفريقية القائمة على الفائدة المشتركة.
تبرز القوافل الطبية المصرية في جيبوتي نموذجًا مشرفًا للدور المصري في دعم الصحة الإقليمية وتعزيز التضامن الإنساني. وبينما يحظى هذا التعاون بتقدير رسمي وشعبي، يظل نجاحه محفزًا لاستمرار المبادرات المماثلة في دول أخرى بالقارة، مما يسهم في بناء مستقبل صحي مشترك يقوم على الثقة والتكامل.