دعوة دولية عاجلة لإنقاذ اليمن من الانهيار الإنساني

في ظل استمرار التدهور الإنساني المتسارع في اليمن، أطلقت 116 منظمة أممية ومحلية، من ضمنها اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي وأوتشا ومنظمة الأغذية والزراعة، نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة وموحدة لاحتواء الأزمة قبل فوات الأوان.

لماذا يُعتبر عام 2025 الأسوأ على الإطلاق لليمن؟

مرّ اليمن بأكثر من عقد من الصراع، لكن بحسب بيان المنظمات، فإن عام 2025 قد يكون الأسوأ حتى الآن، نتيجة تراكم عدة أزمات متزامنة:

  • الصراع المستمر: المواجهات المسلحة لا تزال تحصد أرواح المدنيين وتدمر البنية التحتية.
  • الانهيار الاقتصادي: تدهور الريال اليمني وارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
  • الكوارث المناخية: فيضانات متكررة وجفاف يهددان الأمن الغذائي.

انهيار تمويل الإغاثة.. العواقب مقلقة

بحسب البيان، لم يُمول سوى أقل من 10% من خطة الاستجابة الإنسانية حتى مايو 2025، مما يمنع وصول المساعدات إلى ملايين اليمنيين. هذا العجز يُهدد بتوقف الدعم الحيوي للفئات الأكثر هشاشة، بما فيهم:

  • النساء والأطفال
  • النازحون داخليًا
  • اللاجئون والمهاجرون
  • المجتمعات الريفية المتضررة من الحرب والكوارث البيئية

دعوة إلى المجتمع الدولي: التمويل الآن قبل الانفجار

بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار مسؤولي العمل الإنساني في بروكسل يوم 21 مايو 2025، شددت المنظمات على ضرورة أن تتخذ الحكومات والجهات المانحة إجراءات فورية لزيادة التمويل الموجه للمساعدات الإغاثية والتنموية في اليمن.

وتطالب المنظمات بـ:

  • زيادة الدعم الإنمائي لمنع انهيار المجتمعات المحلية.
  • تمكين الوصول الكامل إلى الخدمات الأساسية.
  • توفير فرص اقتصادية مستدامة لتحسين سبل العيش.
دعوة دولية عاجلة لإنقاذ اليمن من الانهيار الإنساني(1)
دعوة دولية عاجلة لإنقاذ اليمن من الانهيار الإنساني(1)

لماذا يجب أن يتحرك العالم الآن؟

بحسب الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 70% من سكان اليمن في حاجة ماسة للمساعدات. استمرار التباطؤ في الاستجابة قد يؤدي إلى:

  • ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.
  • تفشي الأمراض المعدية نتيجة نقص المياه النظيفة والرعاية الصحية.
  • تفاقم موجات النزوح الداخلي.

إحصائيات تؤكد عمق الكارثة

  • أكثر من 17.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بحسب برنامج الأغذية العالمي.
  • قرابة 4.5 مليون شخص نازح داخليًا منذ اندلاع النزاع.
  • نصف المرافق الصحية خارجة عن الخدمة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

هل من أمل في التحرك الدولي؟

يعقد الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء اجتماعًا موسعًا في بروكسل لمناقشة الوضع الإنساني، ومن المتوقع أن يتم تقديم تعهدات جديدة لزيادة المساعدات. ومع ذلك، لا يزال المطلوب أكبر بكثير من التحركات المحدودة حتى الآن.

يمكن متابعة تطورات التمويل عبر الموقع الرسمي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية unocha.org.

خلاصة: إنقاذ اليمن مسؤولية إنسانية عالمية

الرسالة واضحة: لا يمكن ترك اليمنيين يواجهون هذا المصير دون تدخل دولي عاجل. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الآن قبل أن يصبح الأوان قد فات، لأن التكلفة الإنسانية والاقتصادية لأي تأخير ستكون باهظة وغير قابلة للتعويض.

دعم اليمن ليس مجرد إحسان، بل ضرورة أخلاقية واستثمار في استقرار المنطقة والعالم.