رحلة صعود سلمان الفرج من المدينة المنورة إلى قمة الكرة السعودية

يُعد سلمان الفرج أحد أبرز نجوم كرة القدم السعودية، حيث شكّل مسيرته المبهرة نموذجًا للإصرار والطموح، ونجح في التحول من طفل نشأ في بيئة بسيطة إلى قائد تاريخي لنادي الهلال والمنتخب السعودي. هذا المقال يستعرض رحلة سلمان الفرج منذ بدايته في المدينة المنورة وحتى تصدره المشهد الكروي.

البدايات المتواضعة: كيف اكتُشف موهبة سلمان الفرج؟

ولد سلمان محمد الفرج في 1 أغسطس 1989 في المدينة المنورة. نشأ وسط ظروف اجتماعية بسيطة، إلا أن موهبته الكروية ظهرت مبكرًا. في عام 2004، شارك في دورة رمضانية محلية نظمت في نادي الهلال، وهناك رصده الأمير محمد بن فيصل، الذي أوصى بضمه إلى الفئات السنية بعد أن أظهر أداءً متميزًا في الاختبارات الفنية.

هذا القرار كان نقطة الانطلاق لمسيرة لاعب تحوّل لاحقًا إلى أحد رموز الكرة السعودية الحديثة.

التألق مع الهلال: من ناشئ إلى أسطورة وسط الملعب

في عام 2008، تمت ترقية سلمان إلى الفريق الأول لنادي الهلال، وبدأ منذ ذلك الحين كتابة فصول من المجد مع الزعيم. شارك في أكثر من 291 مباراة رسمية بقميص الهلال، أحرز خلالها 23 هدفًا وصنع مثلها، وكان له دور جوهري في تحقيق بطولات كبرى، منها:

  • الدوري السعودي للمحترفين – 7 مرات
  • كأس ولي العهد – 7 مرات
  • كأس خادم الحرمين الشريفين – 3 مرات
  • كأس السوبر السعودي – 3 مرات
  • دوري أبطال آسيا – مرتين

في يوليو 2024، أعلن نادي الهلال انتقال سلمان إلى نادي نيوم في دوري الدرجة الأولى، في خطوة جديدة قد تكون بمثابة تحدٍ جديد لواحد من أعمدة الكرة السعودية.

رحلة صعود سلمان الفرج من المدينة المنورة إلى قمة الكرة السعودية
رحلة صعود سلمان الفرج من المدينة المنورة إلى قمة الكرة السعودية

القيادة الدولية: الفرج مع الأخضر في البطولات العالمية

لم يقتصر تألق سلمان على الأندية، بل امتد إلى الساحة الدولية. بدأ مسيرته مع المنتخب السعودي في أكتوبر 2012، وسرعان ما أصبح أحد الركائز الأساسية في تشكيلة الأخضر. شارك في كأس العالم 2018 في روسيا، وسجل هدفًا مهمًا من ركلة جزاء في الفوز 2-1 على مصر. كما تم ضمه إلى قائمة المنتخب في كأس العالم 2022 بقطر، لكنه تعرض لإصابة في مباراة الأرجنتين حالت دون استكماله للبطولة.

النجاح المالي والإعلاني: من الملاعب إلى الشاشات

بفضل مسيرته الطويلة مع الهلال والمنتخب، يُقدّر دخل سلمان الفرج السنوي بنحو 10 ملايين يورو، وفقًا لتقارير رياضية موثوقة. لم يقتصر دخله على الرواتب فقط، بل أصبح أيضًا وجهًا إعلانيًا للعديد من الشركات، مستفيدًا من شعبيته وانتشاره الجماهيري في الخليج العربي.

الخلاصة: سلمان الفرج.. أيقونة تستحق الاحترام

رحلة سلمان الفرج هي قصة تلهم آلاف الشباب في السعودية والعالم العربي. بدأت من حي بسيط في المدينة المنورة، ومرت بمحطات حافلة بالبطولات والتحديات، وانتهت بصفته قائدًا لنادي الهلال والمنتخب الوطني. هو مثال حي على أن الطموح والعمل الجاد يمكن أن يصنعا المجد.