رحيل رامي ربيعة عن الأهلي.. نهاية مشوار طويل بعد خلافات مالية

أثار خبر رحيل المدافع رامي ربيعة عن النادي الأهلي المصري موجة من الجدل داخل أروقة الكرة المصرية، لا سيما بين جماهير القلعة الحمراء التي انقسمت آراءها حول القرار. بعد سنوات من العطاء والتتويجات، يبدو أن مسيرة اللاعب قد وصلت إلى محطتها الأخيرة داخل أسوار النادي، والسبب يعود إلى خلافات مالية لم تُحل.

خلافات مالية تعصف بمفاوضات التجديد

دخل الأهلي في مفاوضات متقدمة مع ربيعة من أجل تجديد عقده، إلا أن الطرفين اصطدما بعقبة مالية كبيرة. فبينما طالب اللاعب بالحصول على 35 مليون جنيه سنويًا، عرضت إدارة النادي 20 مليون فقط، وهو فارق لم يقبل به المدافع المخضرم.

وبحسب مصادر مقربة من الملف، فإن ربيعة أصر على تقييمه المالي استنادًا إلى خبرته ومشاركاته الطويلة مع الفريق، خصوصًا أنه تحمل ضغوطًا جماهيرية في مواسم سابقة وساهم في عدة بطولات.

العين الإماراتي يدخل على الخط

في ظل الجمود الحاصل في مفاوضات التجديد، تلقى رامي ربيعة عرضًا رسميًا من نادي العين الإماراتي يمتد لموسمين مع إمكانية التجديد لموسم ثالث. ويبدو أن العرض المالي المغري من الفريق الإماراتي كان كفيلاً بترجيح كفة الرحيل، خاصة أن الأهلي لم يبدِ مرونة إضافية في تحسين عرضه.

التقارير تؤكد أن اللاعب أتم الاتفاق المبدئي مع العين، وسيتم الإعلان عن الصفقة رسميًا بعد نهاية مشاركته الأخيرة مع الأهلي.

جماهير الأهلي منقسمة حول قرار الرحيل

في المقابل، عبّر البعض عن استيائهم من طريقة التعامل مع أحد أبناء النادي، مشيرين إلى أن ربيعة لطالما أظهر ولاءه للكيان وكان يستحق نهاية أكثر تكريمًا.

صفقات الأهلي لتعويض الغيابات

لم ينتظر الأهلي طويلًا، وبدأ في التحرك لتدعيم صفوفه. فقد أبرم النادي عددًا من الصفقات المهمة، أبرزها التعاقد مع اللاعب التونسي محمد بن رمضان، واستعادة خدمات حمدي فتحي، بالإضافة إلى التفاوض المتقدم مع محمود حسن “تريزيجيه”.

كما تشير التسريبات إلى قرب الإعلان عن صفقة نارية مع أحمد سيد زيزو، في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة الفريق استعدادًا للموسم الجديد والمشاركة في كأس العالم للأندية.

رسالة الإدارة: لا أحد فوق النادي

رغم رحيل لاعب بحجم رامي ربيعة، تبقى إدارة الأهلي متمسكة بمبدأ واضح: “لا أحد فوق الكيان”. فالإدارة تعتبر أن مصلحة النادي تأتي أولًا، وأن تحديد سقف مالي للعقود أمر لا يمكن تجاوزه مهما كان اسم اللاعب.

من جهته، لم يعلق محمود الخطيب رئيس النادي بشكل مباشر على الأزمة، لكن مصادر قريبة منه أكدت أن موقفه حاسم: الباب مفتوح للخروج إذا لم يتم الاتفاق بما يحترم مبادئ النادي.

رحيل رامي ربيعة يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الأندية الكبرى في إدارة ملفات التجديد، خصوصًا في ظل تصاعد التكاليف المالية وتنامي عروض الأندية الخليجية. وبين الولاء والاحتراف، يبقى القرار النهائي مرهونًا بمصلحة جميع الأطراف، وهو ما حرص الأهلي على تحقيقه في هذا الملف.