شهد مستخدمو تطبيق التحويلات المالية إنستا باي InstaPay في مصر خلال الفترة الأخيرة قرارًا أثار الكثير من التساؤلات، وهو فرض رسوم جديدة على عمليات التحويل عبر التطبيق، الذي يُعد أحد أبرز أدوات الدفع الرقمية في البلاد. يأتي القرار كجزء من خطة شاملة لتطوير البنية التحتية للتطبيق وضمان استمرارية تقديم خدمات مالية سريعة وآمنة تلائم تطلعات المستخدمين في ظل التحول الرقمي المتسارع. لكن هذا التغيير لم يمر مرور الكرام، إذ تباينت ردود أفعال المستخدمين ما بين من رأى فيه خطوة ضرورية لضمان الجودة، ومن اعتبره عبئًا إضافيًا يزيد من تكلفة المعاملات اليومية.
تفاصيل رسوم التحويل الجديدة عبر إنستا باي
وفقًا لما أعلنته الشركة الوطنية لنظم الدفع الفوري المشرفة على تطبيق إنستا باي، بدأ تطبيق الرسوم الجديدة اعتبارًا من 1 أبريل 2025. وتُحتسب الرسوم بنسبة 0.1% من قيمة كل عملية تحويل، على ألا تقل عن 50 قرشًا كحد أدنى، ولا تتجاوز 20 جنيهًا كحد أقصى لأي عملية. على سبيل المثال، إذا قمت بتحويل مبلغ 1000 جنيه، فإن الرسوم ستكون 1 جنيه، وإذا تجاوزت 20,000 جنيه، فستُحتسب الرسوم بحدها الأقصى وهو 20 جنيهًا.
لماذا فُرضت هذه الرسوم الآن؟
الجهات المشرفة أوضحت أن هذا القرار يأتي ضمن جهود تطوير منظومة الدفع الفوري في مصر، إذ تُستخدم هذه الرسوم في دعم وتحسين الخدمات التقنية التي تقدمها منصة إنستا باي، بما في ذلك:
توسيع قدرة النظام على التعامل مع ملايين التحويلات اليومية.
ضمان استمرارية الخدمة دون انقطاعات فنية.
تعزيز مستوى الأمان وحماية البيانات المالية للمستخدمين.
تمويل الابتكار وتطوير مزايا جديدة داخل التطبيق.
رسميًا.. تطبيق رسوم جديدة على التحويلات في إنستا باي 2025.. خطوة لتطوير الخدمة أم عبء إضافي؟
ردود فعل المستخدمين: بين القبول والقلق
مع تجاوز عدد مستخدمي التطبيق حاجز 12 مليون مستخدم بنهاية 2024، كان من الطبيعي أن يثير القرار جدلاً واسعًا، لا سيما بين أصحاب الأعمال الصغيرة والطلاب الذين يستخدمون التطبيق لإجراء تحويلات مالية صغيرة ومتكررة. البعض اعتبر أن الرسوم قد تُشكل عبئًا تراكميًا في حال الاستخدام اليومي، بينما يرى آخرون أن تكلفة الرسوم تظل بسيطة مقارنة بالخدمة المقدمة، خاصة إذا ما قورنت بالوقت والمجهود الذي يتم توفيره.
أهمية إنستا باي في مشهد التحول الرقمي المصري
رغم الجدل الدائر، لا يمكن إنكار أن تطبيق إنستا باي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مشهد التحول الرقمي في مصر. فهو يتيح:
تحويل الأموال بين حسابات بنكية مختلفة في لحظات.
إرسال واستقبال الأموال على مدار الساعة دون الحاجة للذهاب للبنك.
استخدام خدماته من خلال الهاتف المحمول بسهولة.
ربطه بحسابات متعددة في بنوك مختلفة وإدارتها من واجهة واحدة.
وقد ساعد التطبيق بشكل كبير في تقليل الاعتماد على النقد، ما يُعد هدفًا استراتيجيًا في خطة الدولة للتحول نحو مجتمع غير نقدي، مدعومًا برؤية البنك المركزي المصري لتوسيع مظلة الشمول المالي.
هل تتأثر شعبية إنستا باي بسبب الرسوم؟
رغم المخاوف المبدئية، من غير المتوقع أن تتراجع شعبية التطبيق بشكل كبير، خاصة أن البدائل المتاحة لا توفر نفس الكفاءة والسرعة. ومع استمرار الجهات المعنية في تطويره وتقديم مزايا إضافية مستقبلًا، فقد يجد المستخدمون أن ما يُدفع من رسوم هو في الواقع مقابل تجربة مصرفية رقمية متكاملة وسلسة.
خاتمة
إن قرار فرض رسوم على تحويلات إنستا باي يمثل مزيجًا بين تحديات التشغيل وضرورة الاستدامة المالية، وبين توفير خدمة رقمية متقدمة يستفيد منها الملايين. ومع المتابعة المستمرة لتحسين جودة الخدمة، يبقى إنستا باي أحد أبرز رموز التحول الرقمي في مصر. ويبقى على المستخدمين الموازنة بين تكلفة الخدمة والفوائد التي يحصلون عليها منها.
