على الرغم من خروجه المبكر من بطولة كأس العالم للأندية 2025، إلا أن النادي الأهلي المصري نجح في ترك بصمة عالمية مشرفة، تُضاف إلى سجله الحافل بالإنجازات القارية والدولية. حيث شهدت النسخة الحالية مشاركة موسّعة غير مسبوقة بمشاركة 32 فريقًا لأول مرة، وكان الأهلي حاضرًا بقوة في عاشر ظهور له بالبطولة، والخامس تواليًا. افتتح الأهلي مشواره بتعادل أمام إنتر ميامي الأمريكي، ثم تلقى خسارة من بالميراس البرازيلي بنتيجة 2-0. ورغم هذه النتائج، جاءت المباراة الثالثة أمام بورتو البرتغالي لتحمل لحظة تاريخية، حيث تعادل الفريقان بنتيجة 4-4 في واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة.
أرقام قياسية عربية وإفريقية تاريخية
بأربعة أهداف أمام فريق أوروبي، أصبح الأهلي أول نادٍ عربي يحقق هذا الإنجاز في تاريخ مونديال الأندية. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أنهى الفريق البطولة كأول نادٍ عربي يسجل هذا العدد من الأهداف في نسخة واحدة وفق النظام الموسّع، ما يعكس قوة الأداء الهجومي رغم الخروج المبكر. على المستوى الإفريقي، دوّن الأهلي إنجازًا آخر، حيث أصبح النادي الأكثر تسجيلًا في مباراة واحدة من القارة السمراء، متفوقًا على ماميلودي صن داونز، الذي سبق له تسجيل ثلاثة أهداف أمام بروسيا دورتموند. رغم الإقصاء.. الأهلي المصري يدوّن إنجازًا تاريخيًا جديدًا في كأس العالم للأندية 2025
وسام أبو علي.. تألق عربي تاريخي
شهدت مواجهة بورتو تألقًا خاصًا من المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، الذي أحرز “هاتريك” رائعًا، ليصبح أول لاعب من الأهلي يسجل ثلاثية في كأس العالم للأندية، وثاني لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز بعد حمدو الهوني، نجم الترجي التونسي. كما أنه انضم إلى قائمة حصرية تضم 6 لاعبين فقط تمكنوا من تسجيل ثلاثية في تاريخ البطولة منذ انطلاقها عام 2000. وما يزيد من قيمة الإنجاز، أن أبو علي أصبح ثاني لاعب فقط يسجل هاتريك في شباك فريق أوروبي في المونديال، بعد الأسطورة البرازيلية بيليه الذي حقق ذلك في نسخة 1962، مما يضعه في مصاف الأسماء الكبرى.
سجل إيجابي دائم أمام الفرق البرتغالية
عزز الأهلي سجله الإيجابي أمام الأندية البرتغالية، حيث لم يعرف طعم الخسارة أمامها، بعد فوزه سابقًا على بنفيكا مرتين في مشاركات سابقة. ليُضاف التعادل مع بورتو إلى هذا السجل الناصع، ويؤكد أن الأهلي يمتلك شخصية كروية قوية تتجاوز القارة الإفريقية.
وداع بشرف.. وأداء يحترمه الجميع
رغم أن رحلة الأهلي في مونديال الأندية 2025 انتهت عند دور المجموعات، فإن الفريق خرج برأس مرفوعة، حاملًا معه إنجازات جماعية وفردية ستبقى خالدة في الذاكرة. فقد استطاع أن يصنع الفارق، ويمنح جماهيره لحظات من الفخر، ويُظهر وجهًا مشرقًا لكرة القدم العربية والإفريقية في محفل عالمي كبير. بهذا الأداء، يؤكد الأهلي أنه لا يشارك فقط من أجل التمثيل المشرف، بل يسعى دائمًا لصنع التاريخ وترك بصمة على الساحة العالمية، ليبقى أحد أعمدة كرة القدم العربية والإفريقية في المحافل الدولية.
