زيارة استراتيجية لوزير الخارجية المصري إلى المغرب .. آفاق جديدة للتعاون الإقليمي

في خطوة دبلوماسية جديدة تهدف إلى تعزيز الشراكة بين القاهرة والرباط، بدأ وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، زيارة رسمية إلى المملكة المغربية صباح الأربعاء 28 مايو 2025. تأتي هذه الزيارة في إطار جهود مصرية متواصلة لبناء تحالفات إقليمية متينة، ومواجهة التحديات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

أهداف الزيارة: تعاون وثيق ورؤية مشتركة

تستهدف الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والمغرب على كافة المستويات، خاصة في مجالات الاقتصاد، الطاقة، الأمن، والتعليم. وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية، من المقرر أن يلتقي الوزير عبد العاطي بكبار المسؤولين المغاربة، وعلى رأسهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لمناقشة عدد من القضايا المحورية.

  • تفعيل الاتفاقيات الثنائية السابقة وتوقيع اتفاقيات جديدة.
  • تبادل وجهات النظر حول النزاعات الإقليمية، مثل الملف الليبي والساحل الإفريقي.
  • التعاون في ملف الأمن الغذائي والطاقة المتجددة.

الدلالة السياسية والإقليمية للزيارة

تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى موقع المغرب كمحور استراتيجي في شمال إفريقيا، وعلاقاته المتوازنة مع أوروبا والولايات المتحدة. كما أن مصر تلعب دورًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط، ما يجعل من تعزيز التنسيق بين البلدين خطوة نحو بناء تكتل سياسي واقتصادي قادر على مجابهة الأزمات الدولية والتدخلات الخارجية.

زيارة استراتيجية لوزير الخارجية المصري إلى المغرب آفاق جديدة للتعاون الإقليمي
زيارة استراتيجية لوزير الخارجية المصري إلى المغرب آفاق جديدة للتعاون الإقليمي

 

ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات متنامية مثل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، وعدم الاستقرار في السودان، إلى جانب تداعيات الحرب في غزة. وفي هذا السياق، تسعى القاهرة والرباط إلى تشكيل جبهة دبلوماسية مشتركة تدعم الحلول السلمية وتحافظ على وحدة وسيادة الدول.

تبادل الخبرات في مجالات متعددة

من المتوقع أن تشمل المحادثات أيضًا التعاون في مجالات التعليم العالي، الرقمنة، والانتقال الأخضر. وقد أبدت مصر في الفترة الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بنماذج التنمية المستدامة التي يتبناها المغرب، مثل مشروع “نور” للطاقة الشمسية، بينما أبدت الرباط رغبة في الاستفادة من الخبرة المصرية في مجال الأمن السيبراني والتخطيط العمراني.

هل تدفع الزيارة نحو قمة عربية جديدة؟

تشير مصادر دبلوماسية مطلعة إلى احتمال أن تسفر هذه الزيارة عن تحركات لإطلاق مبادرة مصرية-مغربية لعقد قمة عربية مصغرة تهدف إلى توحيد الرؤى بشأن الملفات الإقليمية الساخنة. مثل هذه المبادرات قد تفتح المجال لتفاهمات أوسع تشمل دولًا مثل الجزائر وتونس وليبيا، وهو ما قد يمثل تحولًا إيجابيًا في ديناميكيات العمل العربي المشترك.

خلاصة الزيارة: خطوة في الاتجاه الصحيح

من خلال هذه الزيارة، ترسل مصر والمغرب رسالة واضحة للعالم مفادها أن العلاقات الثنائية يمكن أن تتحول إلى نموذج متقدم من الشراكة الاستراتيجية القائمة على المصالح المتبادلة والرؤية الموحدة. وفي ظل تحديات إقليمية متزايدة، يظل مثل هذا التعاون حاجة ملحة وليس مجرد خيار.