في تحول نوعي للقطاع الهندسي داخل المملكة العربية السعودية، أعلنت الهيئة السعودية للمهندسين عن اعتماد تعديل جديد للائحة التنفيذية الخاصة بنظام مزاولة المهن الهندسية، والذي يتضمن استحداث أربع درجات مهنية جديدة للممارسين في المجال. يأتي هذا القرار استجابة لرؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تطوير الكفاءات المحلية ورفع جودة الخدمات في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات الهندسة، حيث تُعد من المحركات الأساسية للتنمية والبناء. ويهدف هذا التعديل إلى ترسيخ مبدأ الاحترافية في مزاولة المهنة، من خلال وضع إطار تنظيمي متكامل يُعزز الشفافية، ويُشجع المهندسين على تطوير أنفسهم بشكل مستمر، بما يضمن تقديم خدمات هندسية بمعايير عالمية داخل السوق السعودي.
تفاصيل الدرجات المهنية الجديدة للمهندسين
حددت الهيئة السعودية للمهندسين أربع درجات مهنية رئيسية، تمنح بناءً على المؤهلات والخبرات العملية المكتسبة، وهي كما يلي:
مهندس: الدرجة الأساسية التي تُمنح لحاملي شهادة البكالوريوس في الهندسة، وتسمح لهم بمزاولة المهنة ضمن الأنشطة الفنية المعتمدة.
مهندس مشارك: تُمنح للمهندسين الذين اكتسبوا خبرة عملية تتجاوز العامين بعد التخرج، مما يُؤهلهم لتحمل مسؤوليات هندسية أوسع.
مهندس محترف: تُمنح لمن يمتلكون خبرة عملية متقدمة تتجاوز خمس سنوات، مع إثبات القدرة على قيادة مشاريع هندسية وإدارتها باحترافية.
مهندس مستشار: تُعد الدرجة الأعلى، وتُمنح للمهندسين ذوي الخبرات الطويلة والقدرات الاستشارية المعمقة، والذين يسهمون في تطوير السياسات والمعايير الهندسية.
طلاقة جديدة للمهندسين في السعودية.. درجات مهنية جديدة تنظم مزاولة المهنة وتُعزز الكفاءة
مجالات مزاولة العمل الهندسي المعتمدة
حدد القرار الجديد مجالات عمل رئيسية للمهندسين المعتمدين، وذلك لضمان وضوح الأدوار وتوزيع المسؤوليات بدقة، وتشمل:
الدراسات والتصميم: إعداد الدراسات الفنية، وتصميم المخططات، وتحليل العروض، وإنشاء التقارير الهندسية المفصلة.
الإشراف: متابعة تنفيذ المشروعات، التحقق من جودة العمل، واستلام الأعمال وفق المخططات والمواصفات.
التنفيذ: تطبيق التصاميم الهندسية على أرض الواقع، والالتزام بالمعايير المعتمدة.
التشغيل: إدارة وتشغيل المنشآت والمرافق والمعدات الهندسية بكفاءة.
الصيانة: إجراء الفحوصات الدورية لضمان سلامة وكفاءة الأنظمة والمنشآت الهندسية.
أهداف القرار وتأثيره على مستقبل المهنة
يتجاوز القرار مجرد تصنيف المهندسين؛ إذ يُعد أداة تطوير شاملة للقطاع الهندسي. فهو يرسخ القيم الأخلاقية في ممارسة المهنة، ويمنح آليات واضحة لمراقبة الأداء الهندسي والتعامل مع أي مخالفات قد تؤثر على جودة الخدمات. كما يعزز من ثقة المستثمرين في السوق الهندسي السعودي ويخلق بيئة مهنية تشجع على الابتكار والمنافسة.
توجه نحو التميز تماشياً مع رؤية المملكة 2030
تتماشى هذه الخطوة التنظيمية مع رؤية المملكة 2030 التي تولي أهمية كبيرة لتطوير رأس المال البشري، وتحفيز الكفاءات الوطنية نحو الابتكار والمهنية العالية. وتُعد مهنة الهندسة من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يجعل التنظيم المحكم ضرورة وليس خيارًا. من خلال اعتماد هذه الدرجات المهنية، ستُصبح البيئة الهندسية في السعودية أكثر تنافسية، وأكثر جاذبية للخبرات المحلية والعالمية، ما يسهم في بناء منظومة متكاملة من الممارسات الهندسية الفعالة والمستدامة.
خاتمة: مهنة الهندسة على أعتاب مرحلة جديدة
ابتداءً من اليوم، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ مهنة الهندسة بالمملكة العربية السعودية، مرحلة تُبشر ببيئة مهنية أكثر نضجًا وتنظيمًا، حيث يُتاح للمهندسين السعوديين وغيرهم فرصة التدرج المهني وفق معايير واضحة، تؤهلهم للمشاركة بفعالية في مشاريع النهضة والتنمية التي تشهدها البلاد.
