في خطوة جريئة تعكس رؤيتها المستقبلية، أعلنت طيران الرياض – الناقل الوطني الجديد للمملكة العربية السعودية – عن توجه استراتيجي غير مسبوق بإلغاء درجة السفر الأولى تماماً من أسطولها، والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير درجة الأعمال لتكون الأكثر فخامة وابتكاراً في المنطقة. هذا القرار الذي يقوده الرئيس التنفيذي توني دوغلاس يأتي كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز موقع الرياض كمركز طيران عالمي ومنافسة كبرى شركات الطيران الإقليمية.
الاستراتيجية وراء القرار الجريء
كشف توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لطيران الرياض، أن القرار يستند إلى دراسات مكثفة أظهرت أن المسافرين الفاخرين يفضلون تجربة أعمال متطورة بدلاً من الدرجة الأولى التقليدية. وأوضح دوغلاس: “لقد استثمرنا أكثر من 20 مليون ساعة بحث وتطوير لتصميم درجة أعمال ستكون الأفضل في العالم، بمستوى يفوق توقعات حتى أكثر المسافرين تطلباً” :cite[1]:cite[2]. تشمل التحسينات المزمعة لمقاعد درجة الأعمال:
مساحة شخصية تصل إلى 78 بوصة مع سرير مسطح بالكامل
شاشات ترفيهية بدقة 4K بحجم 32 بوصة (الأكبر في الأجواء)
نظام صوتي متطور بالتعاون مع شركة Devialet الفرنسية
تصميم داخلي مستوحى من التراث السعودي بلمسات عصرية
طيران الرياض تُعيد تعريف السفر الفاخر بإلغاء الدرجة الأولى لصالح تجربة أعمال استثنائية
ردود الفعل في قطاع الطيران
أثار القرار ردود فعل متباينة في قطاع الطيران. بينما وصفه بعض المحللين بأنه “مخاطرة محسوبة” في سوق يتسم بالمنافسة الشديدة، رأى آخرون أنه “تغيير جذري” في مفهوم السفر الفاخر :cite[7]. من جهتها، أكدت شركات مثل طيران الإمارات والخطوط القطرية التزامها بالحفاظ على درجة الأولى، معتبرة إياها “جزءاً أساسياً من هوية الناقل الفاخر”.
التأثير على رؤية 2030
يأتي هذا القرار متسقاً مع أهداف رؤية المملكة 2030 في جذب 100 مليون زائر سنوياً، حيث تسعى طيران الرياض لأن تكون شريكاً أساسياً في تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم تجربة سفر فريدة :cite[1]:cite[7]. ومن المتوقع أن تساهم هذه الاستراتيجية في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، إلى جانب استحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل :cite[1].
مستقبل السفر الفاخر
تشير التصريحات الرسمية إلى أن طيران الرياض تهدف من خلال هذه الخطوة إلى إرساء معايير جديدة في صناعة الطيران، تمزج بين الضيافة السعودية الأصيلة وأحدث التقنيات العالمية :cite[3]. مع استعداد الشركة لإطلاق أولى رحلاتها في 2025، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستشكل سابقة في القطاع، أم ستكون مجرد نموذج خاص بطيران الرياض :cite[8].
الأسطول والوجهات المستقبلية
تمتلك طيران الرياض حالياً طلبات لـ 72 طائرة بوينج 787 دريملاينر و60 طائرة إيرباص A321، مع خطط للوصول إلى 100 وجهة حول العالم بحلول 2030 :cite[1]:cite[8]. هذا التوسع سيعزز من مكانة الرياض كمركز طيران إقليمي، ويسهم في تحقيق أهداف المملكة الطموحة في قطاع الطيران والسياحة :cite[4]:cite[7].