عاصفة شمسية قوية تصل الأرض.. إليك ما يجب معرفته عن العاصفة الجيومغناطيسية المتوقعة
تستعد الأرض لاستقبال عاصفة جيومغناطيسية يومي الجمعة والسبت نتيجة توهجات شمسية شديدة، وفقًا لما كشفه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة. وتأتي هذه العاصفة ضمن موجة من النشاط الشمسي غير المعتاد الذي شهدته الأيام الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول تأثيراتها المحتملة على الحياة اليومية والتكنولوجيا.
ما هي العواصف الجيومغناطيسية؟
العواصف الجيومغناطيسية هي اضطرابات مؤقتة في المجال المغناطيسي للأرض، تحدث نتيجة تفاعل الرياح الشمسية أو الانفجارات الشمسية القوية مع الغلاف المغناطيسي للأرض. وتحدث هذه الظواهر عادة بعد التوهجات الشمسية القوية، التي تُطلق سحبًا من البلازما المحملة بالجسيمات المشحونة.
وتزداد خطورة هذه الظواهر إذا كانت الأرض في مسار مباشر لانبعاثات الشمس، وهو ما حدث عام 1859 في العاصفة الشهيرة التي سببت حرائق واسعة النطاق وعطّلت أنظمة التلغراف.
ما الذي يحدث الآن؟
بحسب الدكتور شراقي، تم رصد انفجارين شمسيين من الفئة X، وهي الأعلى من حيث القوة، خلال اليومين الماضيين. ومن المتوقع أن تصل آثار هذه الانفجارات إلى الأرض يومي الجمعة 16 مايو والسبت 17 مايو 2025.
أشار أيضًا إلى أن النشاط الشمسي يوم الخميس كان أقل حدة، إذ تم رصد انفجار واحد فقط من الفئة M، ما يشير إلى احتمالية انخفاض التأثيرات مع نهاية الأسبوع.
ما التأثيرات المحتملة على البشر والتكنولوجيا؟
العواصف الجيومغناطيسية لا تُشكل خطرًا مباشرًا على حياة الإنسان، لكنها قد تؤثر على:
- أجهزة الملاحة الجوية والطائرات، حيث يمكن أن تتعرض لإشارات مشوشة.
- شبكات الكهرباء وخطوط الضغط العالي، ما قد يؤدي إلى انقطاع التيار.
- أجهزة الاتصالات والإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
- بعض الأجهزة الطبية الحساسة.
وفيما يتعلق بالصحة، ينصح الخبراء بتجنب المجهود البدني الزائد خلال هذه الأيام خاصة لكبار السن ومرضى القلب، والابتعاد عن مصادر التوتر الحراري، نظرًا لارتباط هذه العواصف أيضًا بارتفاع درجات الحرارة.
ما الإجراءات الوقائية الموصى بها؟
للتقليل من المخاطر المحتملة خلال أيام العاصفة الجيومغناطيسية، يُوصى بما يلي:
- تأجيل الرحلات الجوية الطويلة قدر الإمكان.
- الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية الحساسة، خصوصًا في الأماكن المفتوحة.
- توفير احتياطات إضافية في المنشآت التي تعتمد على أنظمة إلكترونية متقدمة، مثل محطات الكهرباء والمستشفيات.
- متابعة التحديثات من الجهات الرسمية مثل هيئة الأرصاد الجوية والاتصالات.
هل هناك ما يدعو للقلق؟
رغم أن النشاط الشمسي الأخير يُعد من الأعلى خلال السنوات الماضية، طمأن الدكتور شراقي المتابعين بأن مثل هذه العواصف تمر عادة دون خسائر كبيرة، مشددًا على أن الوعي والاحتياط يظلان مفتاح السلامة.
العواصف الجيومغناطيسية ظواهر طبيعية دورية تتطلب بعض الحذر ولكنها ليست بالضرورة مدعاة للقلق. المعرفة المسبقة والتجهيز البسيط يمكن أن يقلل من تأثيراتها على الأفراد والبنية التحتية.
لمعرفة آخر التحديثات حول العواصف الشمسية، يمكنك متابعة موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).