في خطوة تُعد تحولًا إنسانيًا وتنظيميًا كبيرًا، أعلنت المملكة العربية السعودية رسميًا عن إطلاق مجموعة من التسهيلات النوعية للمواطنين اليمنيين المقيمين على أراضيها. وتشمل هذه المبادرات إعفاء اليمنيين من رسوم الإقامة، والسماح لهم بالعمل في جميع المهن دون الحاجة إلى كفيل، وهو ما يعكس متانة العلاقات الأخوية بين البلدين، ويُجسد التزام المملكة بدورها الإنساني تجاه الجالية اليمنية.
دعم سعودي شامل للمواطنين اليمنيين
أكدت السفارة اليمنية في الرياض عبر بيان رسمي نُشر على منصتها في “تويتر” أن الحكومة السعودية أبدت تعاونًا استثنائيًا في تسهيل شؤون اليمنيين، بما في ذلك إلغاء رسوم الإقامة، وإلغاء الحاجة لوضع التأشيرة في جواز السفر. وبدلاً من ذلك، سيُمنح المسافرون ورقة إلكترونية بصيغة A4 تحتوي على رمز استجابة سريع (QR Code)، يتيح التحقق من صلاحية التأشيرة إلكترونيًا، ما يُسهم في تسريع المعاملات وتبسيط الإجراءات.
العمل في جميع المهن دون كفيل.. نقلة تاريخية
لعل أبرز ما أثار تفاعلًا إيجابيًا في أوساط الجالية اليمنية هو إعلان السماح لهم بمزاولة جميع المهن في المملكة دون الحاجة إلى كفيل. وهذا التحول يفتح آفاقًا واسعة للمهنيين والحرفيين من اليمن للعمل بحرية أكبر، والتكامل في سوق العمل السعودي، مما يعزز من استقرارهم الاقتصادي واندماجهم الاجتماعي. عيد لليمنيين في السعودية.. إعفاءات غير مسبوقة وإمكانية العمل دون كفيل بجميع المهن
أثر اجتماعي واقتصادي مباشر
تخفيف الأعباء المالية المرتبطة بالإقامة والتجديدات.
تمكين اليمنيين من دخول سوق العمل بفعالية واستقرار.
تحفيز الأنشطة التجارية والمهنية بين أبناء الجالية.
دعم الأسر اليمنية ماليًا ومعنويًا داخل المملكة.
تعزيز التكامل الاجتماعي بين السعوديين واليمنيين.
كيفية الاستفادة من هذه التسهيلات؟
التواصل مع السفارة: من المهم الرجوع إلى السفارة اليمنية بالرياض أو جدة لمعرفة التعليمات المحدثة.
إعداد المستندات: يتوجب تقديم جواز سفر ساري، وأي مستندات إضافية حسب متطلبات الجهات السعودية المختصة.
الامتثال للأنظمة: الالتزام بالأنظمة السعودية ضروري لضمان الاستفادة الكاملة من التسهيلات الجديدة.
إلغاء لصق التأشيرة واستبداله بـ QR Code
أحد أبرز عناصر التسهيل هو استبدال وضع التأشيرة الورقية في الجوازات بورقة إلكترونية تحتوي على رمز استجابة سريع يمكن التحقق منه رقميًا. وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في التعاملات القنصلية، تتيح للجهات السعودية تسريع الدخول، وتحقيق مستوى أعلى من الأمان والتحقق دون تعقيدات ورقية.
توسيع العلاقات بين الشعبين
يتجاوز هذا القرار الأثر الإداري إلى بُعده السياسي والإنساني، حيث يعكس حرص المملكة على تمتين العلاقات مع اليمن الشقيق، ويمهّد الطريق لتعاون اقتصادي واجتماعي مستدام، يعزز من استقرار المنطقة ويرسخ مبادئ الإخوة والتكافل.
نظرة على مشروع أقاليم اليمن
في سياق الحديث عن اليمن، يُذكر أن مشروع الأقاليم الفدرالية الذي اقترحه مؤتمر الحوار الوطني اليمني يتضمن تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، لكل منها حكومته وبرلمانه. وعلى الرغم من أن المشروع لم يُطبق بعد بسبب التحديات السياسية، فإنه يظل أحد الحلول المطروحة لضمان الاستقرار المستقبلي في اليمن.
ختامًا: مبادرة تاريخية في لحظة فارقة
تُعد هذه التسهيلات التي أعلنتها المملكة بحق المواطنين اليمنيين نموذجًا يُحتذى به في العمل الإنساني والسياسي المسؤول. فهي لا تقدم فقط حلولًا إدارية، بل تسهم في تخفيف معاناة آلاف الأسر وتعزز من استقرارهم، وتُمهّد لمستقبل أكثر إشراقًا للعلاقات بين الشعبين.