في خطوة استراتيجية جديدة تؤكد التزامها بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق نوع جديد من الإقامة يتيح للوافدين البقاء لمدة خمس سنوات داخل البلاد دون الحاجة إلى كفيل. وتُعد هذه المبادرة واحدة من أبرز التحولات في سياسات الإقامة، وتهدف إلى استقطاب المستثمرين والكفاءات العالمية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التعديلات الطموحة على أنظمة الإقامة والعمل، في ظل توجه السعودية نحو تعزيز بيئة الأعمال، وزيادة جاذبية المملكة كوجهة للاستثمار والعمل والاستقرار طويل الأمد.
برنامج الإقامة الدائمة: نقلة نوعية نحو مجتمع أكثر انفتاحاً
يضم برنامج الإقامة الدائمة خيارين رئيسيين:
إقامة لمدة خمس سنوات بدون كفيل.
إقامة لمدة عشر سنوات بدون كفيل.
ويُعد خيار الخمس سنوات فرصة متميزة للراغبين في تأسيس أعمال طويلة المدى أو الاستقرار المهني داخل المملكة، حيث يُعفى حاملو هذه الإقامة من نظام الكفالة التقليدي، مما يمنحهم مرونة أعلى في إدارة مشاريعهم وتنقلاتهم. لأول مرة.. السعودية تُطلق إقامة جديدة لمدة 5 سنوات بدون كفيل ضمن جهود رؤية 2030
ما الذي يجعل هذه الإقامة مميزة؟
حرية العمل دون كفيل.
إمكانية تأسيس شركات وامتلاك أعمال داخل المملكة.
تسهيلات في استخراج التأشيرات لأفراد العائلة.
مرونة في التعاملات الإدارية والتنقل داخل وخارج البلاد.
الشروط الأساسية للحصول على الإقامة الدائمة
وضعت الجهات المختصة في السعودية عددًا من الشروط التي يجب توافرها لدى المتقدمين للحصول على الإقامة الدائمة:
الاستثمار: أن يكون المتقدم من رواد الأعمال أو المستثمرين النشطين في السوق السعودي، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد.
سجل قانوني سليم: عدم وجود مخالفات مرورية أو مالية أو قضايا قانونية.
الكفاءات المتخصصة: استهداف أصحاب التخصصات النادرة والكفاءات العلمية في مجالات حيوية مثل التقنية والطب والهندسة.
التأثير المجتمعي الإيجابي: تقديم مشاريع أو مبادرات تساهم في تطوير المجتمع المحلي.
الإقامة بدون كفيل.. دعم مباشر لبيئة الأعمال والاستثمار
تُعد الإقامة الجديدة جزءاً من خطة استراتيجية واسعة لتحفيز بيئة الأعمال، حيث تمنح المستثمرين حرية أكبر في إدارة مشاريعهم وتُقلل من البيروقراطية. كما تُشجع الكفاءات العالمية على الاستقرار في السعودية وتقديم خبراتهم في دعم مشاريع النمو والتطوير. ويُنظر إلى هذه المبادرة كأداة قوية لتحفيز استقطاب الموارد البشرية عالية المهارة، وتسهيل إنشاء الشراكات الأجنبية، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.
رؤية 2030 والإقامة الدائمة: شراكة من أجل المستقبل
تأتي هذه الخطوة ضمن مساعي المملكة لتحقيق عدة أهداف استراتيجية لرؤية 2030، أهمها:
تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
استقطاب الاستثمارات الأجنبية.
رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي.
بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.
ومن خلال تسهيل إجراءات الإقامة الدائمة، تؤكد السعودية أنها ماضية في مسار الإصلاح والانفتاح واستقطاب العقول والخبرات من مختلف دول العالم لتكون شريكاً أساسياً في تنمية المملكة. في الختام، فإن الإقامة بدون كفيل ليست مجرد تصريح إقامة، بل بوابة لدخول عصر جديد من التفاعل الدولي مع السعودية، ودعوة مفتوحة للمستثمرين والكفاءات لبناء مستقبل مشترك في قلب الشرق الأوسط.