لاعبون يرفضون دعم المثلية في الدوري الفرنسي .. موقف مصطفى محمد يجد تضامنًا واسعًا

في ختام موسم الدوري الفرنسي 2024-2025، سلطت الأضواء مجددًا على الجدل المتكرر حول حملات دعم المثليين، إذ رفض عدد من اللاعبين البارزين المشاركة في الفعاليات الرمزية التي تنظمها الرابطة الفرنسية لكرة القدم، مؤكدين أن مواقفهم نابعة من قناعات شخصية ودينية.

مصطفى محمد يلتزم بموقفه الديني والثقافي

رفض اللاعب المصري مصطفى محمد، مهاجم نادي نانت، المشاركة في مباراة فريقه الأخيرة بسبب تزامنها مع حملة دعم المثليين، مؤكدًا أن القرار نابع من التزامه بمبادئ دينية وثقافية لا تتماشى مع مضمون الحملة. وأوضح أن احترامه لجميع الفئات لا يعني بالضرورة تأييده لها، داعيًا لاحترام حريته في التعبير عن معتقداته.

ماتيتش وكوكا يعبران عن التضامن بطرق مختلفة

في موقف مماثل، عبّر نيمانيا ماتيتش، لاعب وسط نادي ليون، عن اعتراضه بطريقة رمزية، إذ قام بتغطية شعار الحملة الملون على قميصه خلال مباراة فريقه أمام أنجيه. وقد أثار هذا التصرف الكثير من الجدل، حيث رآه البعض شكلًا من أشكال التضامن مع مصطفى محمد، بينما اعتبره آخرون تعبيرًا عن قناعات شخصية راسخة.

لاعبون يرفضون دعم المثلية في الدوري الفرنسي .. موقف مصطفى محمد يجد تضامنًا واسعًا(1)
لاعبون يرفضون دعم المثلية في الدوري الفرنسي .. موقف مصطفى محمد يجد تضامنًا واسعًا(1)

 

الطريق، وغطى شعار الحملة على قميصه خلال مباراة حاسمة ساهمت في بقاء فريقه ضمن دوري الدرجة الأولى، ليعلن بدوره موقفًا واضحًا إلى جانب زميله المصري.

سياق الحملة والمواقف السابقة

تنظم رابطة الدوري الفرنسي حملة سنوية لمكافحة رهاب المثلية، تشمل ارتداء قمصان ملونة ورفع شعارات توعوية. لكن هذا التقليد لا يلقى القبول لدى جميع اللاعبين، خصوصًا من أصحاب الخلفيات الثقافية والدينية المحافظة.

وتجدر الإشارة إلى أن نيمانيا ماتيتش له تاريخ في التعبير عن مواقفه الشخصية، من بينها رفضه ارتداء “زهرة الخشخاش” في الدوري الإنجليزي سابقًا، بسبب ارتباطها بأحداث تاريخية مؤلمة في بلاده السابقة، يوغوسلافيا.

الآثار المحتملة والإجراءات المتوقعة

أثار تصرف مصطفى محمد احتمال تعرضه لعقوبات مالية من نادي نانت، نظرًا لتغيبه عن المباراة. كما ينتظر المتابعون ما إذا كانت رابطة الدوري الفرنسي ستتخذ خطوات تأديبية تجاه ماتيتش وكوكا بسبب عدم التزامهما الكامل بالمشاركة في الحملة.

وفي المقابل، حظي اللاعبون الثلاثة بدعم جماهيري واسع، خاصة من المجتمعات الإسلامية والعربية في فرنسا وخارجها، حيث اعتبر الكثيرون مواقفهم شجاعة وتعكس تمسكًا بالهوية والحرية الشخصية.

رأي الجمهور وردود الفعل الإعلامية

أثارت هذه المواقف نقاشًا حادًا في الإعلام الأوروبي بين مؤيد لحرية الرأي والتعبير، وبين من يرى أن رفض المشاركة في الحملة يمثل نوعًا من التعصب أو التمييز. إلا أن القانون الفرنسي لا يفرض على اللاعبين دعم الحركات الاجتماعية، مما يعزز موقف اللاعبين قانونيًا.

وفي ظل هذا التوتر، دعت منظمات حقوقية ومؤسسات رياضية إلى فتح حوار أوسع يراعي التنوع الثقافي والديني داخل الأندية الفرنسية، دون أن يُفرض على اللاعبين الالتزام بمواقف لا تعبر عن قناعاتهم الشخصية.

خلاصة: إلى أين يتجه المشهد؟

المواقف الأخيرة من مصطفى محمد وماتيتش وكوكا أعادت فتح ملف التوازن بين حرية الرأي ومتطلبات العمل المؤسسي في الرياضة. وبينما تؤكد الرابطة الفرنسية التزامها بدعم قضايا حقوق الإنسان، فإن الأصوات المطالبة باحترام قناعات الأفراد تتعالى، ما يشير إلى احتمالية إعادة النظر في آليات تنفيذ مثل هذه الحملات مستقبلاً.

المشهد يعكس تحديًا حقيقيًا أمام الكرة الفرنسية، بين الرغبة في بناء مجتمع رياضي شامل، وبين ضرورة احترام التعددية الثقافية والدينية في صفوف اللاعبين المحترفين.