مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم .. إنقاذ جيل كامل يبدأ من المدارس
في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز صحة أطفال المدارس، حققت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم نجاحًا كبيرًا، إذ أعلنت وزارة الصحة والسكان فحص أكثر من 11 مليون طالب بالمرحلة الابتدائية منذ انطلاق العام الدراسي في 29 سبتمبر 2024، وحتى الآن.
مبادرة وطنية شاملة لصحة الأطفال
تستهدف المبادرة طلاب المدارس الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين في مصر، وتهدف إلى الحد من انتشار أمراض سوء التغذية بين الأطفال في سن مبكر، عبر فحوصات شاملة تشمل:
- قياس نسبة الهيموجلوبين في الدم للكشف عن الأنيميا.
- قياس الوزن والطول لتحديد مؤشرات السمنة أو التقزم.
- تحويل الحالات المصابة إلى العيادات المختصة لاستكمال العلاج.
خطة متكاملة بالتعاون مع التعليم
يتم تنفيذ الفحوصات بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لضمان وصول المبادرة لجميع المدارس على مستوى الجمهورية. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، الدكتور حسام عبدالغفار، أن فرق المبادرة تعمل على مدار العام الدراسي لتفادي التكدس بين الطلاب وضمان تغطية كاملة.
متابعة مستمرة ورعاية مجانية للمصابين
بحسب تصريحات الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، فإن الطلاب الذين تثبت إصابتهم بأي من الأمراض الثلاثة، يُحولون مباشرة إلى عيادات التأمين الصحي لاستكمال الفحوصات وصرف العلاج بالمجان. ويتم تسليم الطالب “كارت متابعة” يتضمن بياناته الصحية لمراجعتها دوريًا عبر شبكة العيادات المنتشرة في المحافظات.
فرق طبية مدربة ومعايير صارمة لمكافحة العدوى
أوضح الدكتور تامر سمير، منسق المبادرة، أن 2000 فريق طبي يشاركون حاليًا في تنفيذ الفحوصات، جميعهم تلقوا تدريبات متخصصة وفق بروتوكولات الفحص الحديثة ومعايير مكافحة العدوى، مما يعزز من مصداقية ودقة النتائج.
التثقيف الصحي جزء من الحل
لا تقتصر المبادرة على التشخيص والعلاج، بل تمتد لتشمل برامج توعوية ينفذها فريق التثقيف الصحي في المدارس، وتهدف هذه البرامج إلى:
- توعية الأطفال حول العادات الغذائية السليمة.
- تحفيز أولياء الأمور على الاهتمام بالفحص الدوري لأبنائهم.
- تعزيز التزام الطلاب بالإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين واتباع نظام غذائي متوازن.
خط ساخن لتلقي الاستفسارات
خصصت وزارة الصحة الرقم الساخن “106” لتلقي الاستفسارات من أولياء الأمور والمهتمين بالمبادرة، بما يعزز التواصل الفعال مع المجتمع ويضمن شمولية التوعية.
أهمية المبادرة على المدى البعيد
تكمن أهمية هذه المبادرة في قدرتها على الوقاية المبكرة من أمراض قد تؤثر سلبًا على النمو العقلي والبدني للأطفال، وتؤدي في المستقبل إلى ضعف التحصيل الدراسي والمشكلات الصحية المزمنة. من خلال الاكتشاف المبكر، تُمنح الأسرة فرصة التدخل في الوقت المناسب لتحسين صحة أبنائها وضمان مستقبل أكثر إشراقًا.
للاطلاع على التفاصيل الرسمية للمبادرة أو التحديثات الجديدة، يمكن زيارة الموقع الرسمي لوزارة الصحة والسكان المصرية.
ختامًا: الصحة المدرسية أولوية وطنية
نجاح المبادرة الرئاسية في الوصول إلى ملايين الطلاب يعكس التزام الدولة بوضع صحة الأطفال في صدارة أولوياتها. وبينما تستمر الحملة على مدار العام الدراسي، يُتوقع أن تحقق نتائج إيجابية على المدى القصير والبعيد، ليس فقط على مستوى الصحة، بل أيضًا في رفع جودة التعليم من خلال طلاب أصحاء قادرين على التعلم والإبداع.